تُجلِي الرسوم المتحركة الإيقافيّة (ستوب موشن) قدرة استثنائيّة على اكتشاف الفرح في التفاصيل اليومية. في فيلمهما القصير الأخير “غولف”، يحوّل الثنائي الإبداعي SNOTMOTION لحظة رياضيّة بسيطة — فقدان السيطرة على المضرب في منتصف الضربة — إلى ملحمة مصغّرة عن التوقيت، والسخرية، والحرفة اليدويّة.
الفيلم جزء من سلسلة مستمرّة تستكشف الحوادث الهزلية في الممارسات الرياضية؛ تلك اللحظات العالميّة التي تجعلنا نذرف ابتسامة متألمة وضحكة في آنٍ واحد. لا حاجة للحوار أو للترجمة: الشخصيات، الأدوات، ولغة الجسد تسلّم النتيجة النهائية. كما تقول كيت: «جوردي مولع بالإحصاءات عن عدد المرات التي يصطدم فيها الناس بالكرة في وجوههم أثناء اللعب. هو ليس بارعًا في الرياضة، لذلك ربما تستند بعض هذه القصص إلى خبرات شخصية.»
بناء ملعب غولف كامل بالمصغرات
كان التحدّي الأسمى أمامهما كيفيّة إظهار كرة تطير عبر ملعب كامل بينما الاستوديو بحجم غرفة الجلوس. الحلّ كان مبتكرًا: بنيا الملعب مصغرًا على أسطوانة دوّارة عملاقة، وثبتوا الكاميرا لتتبع الكرة بينما تسافر عبر المنظر الطبيعي الى أن تصل إلى هدفها. «من الصعب شرحه»، يعترف جوردي. «صنَعنا فيديو من وراء الكواليس يوضّح الفكرة.»
كان كل إطار مخططًا له بدقّة متناهية؛ من الخطوط السريعة إلى اللوحات القصصيّة ثم الأنيماتيك، يختبر الثنائي الأفكار قبل الالتزام ببناء الديكورات. كما توضح كيت: «الستوب موشن يستنزف الوقت. لا نريد أن نبني مشهدًا كاملًا ثم نقطعه فيما بعد.»
لتصوير “غولف” جربوا رؤوسًا مُكبّرة للقطات المقربة، وخدع كاميرا تشبه دوار الدوخة، وحتى لقطات تحليق. النتيجة فيلم قصير مشبّع بالمفاجآت البصرية.
عالم SNOTMOTION المرح
خلف SNOTMOTION تقف كيت إيزوبل سكوت وجوردي فان دن نيوفيندايك، اللذان بدأا العمل معًا قبل نحو عقد من الزمن. خلفية كيت في الإيضاح وتصميم المشاهد منحتها غريزة لتفاصيل الشخصيات، بينما مال جوردي إلى الإضاءة وترتيب الكاميرات والمونتاج. ما بدأ كمساعدة عابرة تطوّر إلى ممارسة مشتركـة ومنسجمة.
اسم المشروع له حكايته أيضًا: لقبتها المدرسة بـ”سنوت” وظل اللقب ملتصقًا بها أكثر مما توقعت… خاصة بعد أن سجّل جوردي بمرح اسم النطاق snotmotion.com. «لا عودة الآن» تضحك كيت.
يجلبان معًا الفكاهة والحرفة إلى عوالم مصنوعة باليد مستوحاة من تلفزيون طفولتهما؛ فكر في Pingu وPostman Pat وعبق العيوب الساحرة في رسوم الثمانينات والتسعينات التناظرية. «نريد للأطفال أن ينظروا إلى عملنا ويقولوا: أستطيع أن أفعل هذا أيضًا»، تقول كيت.
التعاون، الفوضى والحرفة
رغم أن غالبية مشاريعهم يقومان بها بمفرديهما، كثيرًا ما يتدخل الأصدقاء للمساعدة. التقط المصوّر فيليب هوينه صورًا من وراء الكواليس لـ”غولف”، وطُبعت نوعيّة حروف بمساعدة صديق عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد بعد فشل الطلاء والغراء في النتيجة المرجوّة.
الاستوديو مزيج من النظام والفوضى: أدوات منظمة في أدراج معنونة، أكوام من الأخشاب مرتّبة من الكبير إلى الصغير، وقطع الدعائم في صناديق جاهزة للاستخدام… مساحة إبداعية تفتخر بها أي مجموعة. وعلى الرغم من ذلك، تعرف كيت مكان كل شيء — من زنبركٍ فضفاض إلى عين احتياطية — بينما يفتخر جوردي بعدم ضياع أي رأس مثقاب أو مفك.
ماذا بعد؟
“غولف” مجرد بداية. يخطّطان لاستكشاف المزيد من كوارث الرياضات في أفلام قصيرة مستقبلية، كل واحد منها يستمد نكهته من لحظات السخرية في اللعب. يعملان أيضًا على سيارات التحكم عن بُعد، ويرسـمان قطعًا ثنائية الأبعاد يدويًا، ويجربان هياكل عظام مطبوعة ثلاثيًّا لشخصيات الطين كي تُعبّر بتنوّع أكبر. العام المقبل، ستضيف كيت طبقة جديدة إلى ممارستهما عندما تبدأ دراستها في أكادميّة Aardman لتطوير مشروع جديد. (ملاحظة: هنا وقع خطأ شائع في كتابة اسم الأكاديميّة)
«الستوب موشن دائمًا في تطوّر»، يقول جوردي. «التقنية تفتح إمكانيات مدهشة — وتأتي معها هموم جديدة. لكن هذا جزء من المغامرة.»
وما أملهم للجمهور؟ بسيط: «نريد فقط أن نضيف قليلًا من المرح أو شرارة ليومك»، تهّيم كيت بابتسامة.