أفاد عدد من زوار المعرض في سنغافورة أنهم وجدوا صعوبة في مقاومة لمس عمل جداري يتكوّن من عشرات الباذنجانات المثبتة. العمل الفني المعنون «طبيعة ساكنة» (1992/2025) لسوزان فيكتور يُعرض ضمن معرض «قصص سنغافورة: مسارات وانعطافات في الفن» في الصالة الوطنية للفنون في سنغافورة.
ذكرت تقارير إعلامية أن زوارًا اقتطعوا ثمارًا من التركيب الذي يحوي نحو مئتي باذنجانة، دون أن يتضح حتى الآن عدد المطروح من القطع المأخوذة. ونفت المؤسسة وجود «حوادث متواصلة»، لكنها قالت إن لافتات تذكيرية تحث الزوار على عدم لمس الأعمال وُضعت في جميع الأقسام.
وقال متحدث باسم الصالة: «لاحظنا أن كثيرين يستمتعون بالتفاعل مع «طبيعة ساكنة» بالتقاط الصور والوقوف عن كثب لمتابعة تفاصيله، ونأمل أن يستمر هذا الاهتمام بطريقة محترمة»، مضيفًا أن المؤسسة تطلب «تعاون الجمهور للحفاظ على العمل».
أخبرت فيكتور مجلة فنية عبر البريد الإلكتروني بأنها مطلعة على التقارير التي تفيد بتلاعب أو إزالة أجزاء من العمل خلال عرضه في الصالة. وأوضحت أن إدماج المواد العضوية في التركيب «يدعو للمقاربة الدقيقة والملاحظة الحثيثة لانتقال الثمار من نضارة إلى تحلل طوال مدة العرض».
تقول الفنانة إنها رأت تعابير الدهشة على وجوه الزوار عند اكتشافهم العمل للمرة الأولى، حتى أن بعضهم صاح مستهجناً: «هل هي حقيقية؟»؛ وأن كثيرين لم يتمكنوا من كبح رغبتهم في الاقتراب لملامسة السطوح اللامعة الناعمة للباذنجان، بل وبعضهم شمّها أيضاً. وأضافت: «بدا وكأنهم يرون الباذنجان لأول مرة، ككائن غريب عُلق على الحائط ليشاهده الجميع».
المتحفف وضع لافتات تذكر بضرورة عدم لمس العمل.
يُذكر أن التركيب عُرض أصلاً ضمن معرض «حقول الجسد» عام 1992، قبل عقود من تحول رمز الباذنجان إلى إيموجي تلميحي؛ ويقدّم «طبيعة ساكنة» قراءة نسوية للمساحات الاجتماعية المُمَيَّزَة جنسياً ولعدم استدامة هياكل السلطة الأبوية على المدى الطويل.
وبما أن التحلل جزء جوهري من حسّ التركيب، تُستبدل الثمار بشكل متقطّع طوال فترة العرض. ومن جانبها قالت فيكتور إنّها والصالة الوطنية كانتا على علم بالتحديات التي ينطوي عليها عرض عمل عضوي في فضاء عام يشهد حركة مرور كثيفة، غير أنهما لم تتوقّعا أن يصل التفاعل إلى حد الإتلاف أو الاقتطاع. وأعربت عن تقديرها لجهود المتحف وحرص العاملين على حماية العمل.
وختمت الفنانة بالقول إن الواقع مع الأعمال المعروضة للجمهور أن هناك حدودًا لما يمكن فرضه من سيطرة؛ وأن هذه التحديات تُبرز التوازن الدقيق بين المحافظة والطبيعة غير المتوقعة لتفاعل الجمهور، وهو ما يشكل، بحد ذاته، جزءًا من النقاش الذي يدعوه العمل.