لصوص يسرقون مجوهرات من عهد نابليون خلال عملية سطو نهارية في متحف اللوفر

سرقة جريئة في متحف اللوفر

سرق محترفون مجوهرات ذات قيمة لا تُقدّر—من بينها قطع كانت تابعة لنابليون الثالث وامبراطورة يوجيني—في عملية سطو وقعت نهار الأحد داخل متحف اللوفر بباريس، بحسب مسؤولين فرنسيين وتقرير صحيفة نيويورك تايمز.

قال وزير الداخلية لوران نونيث لِإذاعة France Inter إن المهاجمين نفّذوا الهجوم نحو الساعة 9:30 صباحًا، مستعملين رافعة رغوة (cherry picker) ومنشار زاوية لكسر نافذة صالة غاليري دابولون، الصالة الكبرى في الطابق الأول التي تضم جواهر التاج الفرنسية. وكسروا غطاء عرضتين هربوا بعدها على دراجات نارية صغيرة خلال دقائق معدودة.

أفادت تقارير لو لوكـال أي Le Parisien وLe Monde أن العملية استغرقت بين سبع وعشر دقائق. وتظهر لقطات المراقبة، بحسب Le Parisien، ثلاثة رجال ملثمين استخدموا «مناشير صغيرة» لخرق النافذة، ثم فرّوا باتجاه الطريق السريع A6 الذي يتجه نحو الجنوب الشرقي من باريس، فيما عُثر لاحقًا على دراجة ثالثة مهجورة.

من بين تسع قطع أُبلغ عن سرقتها كانت قلادة وبروش وتيارة يُعتقد أنها كانت لامبراطورة يوجيني. وُجدت إكليلة تالفة—يُحتمل أنها تخصّها—خارج الصالة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن هذه القطع «تتجاوز قيمتها السوقية، وتمتلك قيمة تراثية وتاريخية لا تُقدّر».

أرسلت فرق الأدلة الجنائية لإعداد جردٍ لما فُقد. وأكد مكتب مدّعي باريس فتح تحقيقٍ يجري حالياً تقدير حجم الخسائر من خلاله. وتراجع الشرطة لقطات الفيديو والأغراض المتروكة من قبل الجناة، كما صرّحوا بأن لا إصابات وقعت خلال الاعتداء وأن «كل الوسائل تُستعمل لاسترجاع المسروقات». أغلق اللوفر أبوابه الأحد «لحفظ الآثار والدلائل المتعلقة بالتحقيق».

أثارت السرقة غضبًا سياسيًا واسعًا؛ إذ وصف جوردان بارديلّا، رئيس حزب التجمع الوطني اليميني، السرقة بأنها «إذلال لا يطاق لبلادنا»، مضيفًا على منصة X: «اللوفر رمز عالمي لثقافتنا. إلى أي مدى ستصل انهيارات الدولة؟»

يقرأ  مجلة جوكستابوزتوموكازو ماتسوياما«التحرر: العودة إلى الوطن»متحف فنون سكاد — سافانا

تأتي الحادثة في ظل مخاوف متزايدة على أمن أكثر المتاحف زيارة في فرنسا. ففي يونيو نفّذ موظفو اللوفر إضرابًا بسبب الاكتظاظ ونقص الحواضر، محذرين من أن السياحة الجماهيرية تضع سلامة المواقع والموجودات في خطر.

تُعدّ غاليري دابولون، الممتدة على ضفاف السين، موطنًا أيضًا لقطع كان يملكها لويس الرابع عشر، ومنها ما يُعرف بـقِرّة الريجنت ذات الـ140 قيراطًا. ويستقبل اللوفر—موطن لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي—ما يقرب من تسعة ملايين زائر سنويًا، وبمعدلات تصل إلى ثلاثين ألف زائر يوميًا.

وشهدت فرنسا موجة سرقات متزايدة في المتاحف خلال الأشهر الماضية. ففي سبتمبر سرق لصوص سبائك ذهبية بقيمة نحو 700 ألف دولار من متحف التاريخ الطبيعي في باريس، بينما تسببت سرقة في متحف الخزف بمدينة ليماج بخسائر تُقدَّر بنحو سبعة ملايين دولار. وقالت راشيدا داتي، وزيرة الثقافة، إن «الجريمة المنظمة تستهدف اليوم القطع الفنية… لقد أصبحت المتاحف أهدافًا».

أضف تعليق