في خضم محاولة سوريا النهوض بعد سنوات من الحرب الأهلية ودكتاتورية قاسية امتدت عقوداً، اقتحم لصوص المتحف الوطني بدمشق وسرقوا ستة تماثيل أثرية تعود إلى العصر الروماني.
اكتشف موظفو المتحف — الأكبر في البلاد — السرقة صباح الاثنين الرابع عشر من نوفمبر عندما رأوا باب القسم الكلاسيكي مكسوراً، وفق تقرير لأسوشييتد برس. وقالت السلطات السورية إن تحقيقاً جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث.
تأتي هذه العملية بعد موجة واسعة من النهب في الأسواق التراثية إثر فرار الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، بحسب تقارير صحفية. أغلق المتحف أبوابه لست سنوات منذ اندلاع الحرب عام 2011، ثم أعيد إغلاقه لفترة وجيزة في يناير عقب سقوط نظام الأسد. وأفادت وكالة فرانس برس أيضاً بأن سبائك ذهبية من أصل غير محدّد نُهبت في عملية الاقتحام المبكرة.
يحتضن المتحف مجموعة غنية من القطع الأثرية تمتد عبر أحد عشر ألف سنة من تاريخ المنطقة، من آثار ما قبل التاريخ إلى فنون بيزنطية وإسلامية.
تحدث عدنان المحمَّد، زميل أبحاث فخري في كلية بيركبيك جامعة لندن والمتخصص في ظاهرة نهب التراث الأثري السوري، إلى موقع Hyperallergic عبر البريد الإلكتروني، فنوّه إلى احتمال أن تكون السرقة عملاً داخلياً.
وكتب المحمَّد: “يبدو أن العملية نفذها اشخاص لديهم معرفة دقيقة بتفاصيل متحف دمشق وبنقاط الضعف التي عانت منها المتاحف السورية لسنوات”، مشيراً إلى أن ذلك يخفف احتمال أن تكون السرقة عشوائية أو نتيجة اقتحام خارجي بحت.
لم ترد المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية على استفسارات موقع Hyperallergic حتى الآن.
قارن المحمَّد هذه السرقة بسرقة أخرى وقعت عام 2010 في متحفٍ وطني بمدينة دير الزور شرقي سوريا، حيث نُقِل عن تقارير آنذاك أن 13 قطعة اختفت وأن التحقيق كشف عن تورط موظف داخلي. وأُجلي ذلك المتحف لاحقاً على أيدي قوّات النظام مع توالي سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
وأضاف المحمَّد ملاحظاتٍ تفاؤلية نسبياً قائلاً: “الجانب الإيجابي أن القطع المسروقة كانت معروضة في صالة العرض حيث توثيق القطع جيد، وهذا يقلص من فرص بيعها بطرق غير قانونية. لو أُخذت من مستودعات تضم مئات الآلاف من القطع المخزّنة بشكل غير منظّم بسبب ضيق المساحة، كانت الأمور لتصبح أكثر تعقيداً بكثير من حيث التعريف والاسترداد.”