لوحة نُهِبت من قِبَلِ النازيين تُعرض في إعلان عقاري بالأرجنتين

لوحة باروكية نهِبت في زمن النازيين تُكتشف في إعلان عقاري بالأرجنتين ثم تختفي

أفادت صحيفة هولندية هذا الأسبوع بأنها عثرت على لوحة مُهدرة من عصر الباروك مدرجة ضمن إعلان بيع منزل في الأرجنتين، وبعد وقت قصير اختفت اللوحة مما أثار تحقيقًا شرطيًا. اللوحة، وهي بورتريه لامرأة، تُنسب إلى الرسّام جوزيبي غيشلاندي المعروف باسم فرا جالغاريو، ويُعرف عن عمله مساهمته في الفترة المتأخرة من الباروك الإيطالي. العمل مُسجَّل في قاعدة بيانات للأعمال الفنية المفقودة وتُصنَّفه الحكومة الهولندية حاليًا على أنه «غير مُسترد».

وفقًا لتلك القاعدة، كانت اللوحة في حوزة التاجر اليهودي جاك غودستيكر الذي كان يعمل في أمستردام قبل صعود النازية. ومع تصاعد خطر الاضطهاد فرّ غودستيكر من هولندا، لكنّه توفي أثناء الرحلة عام 1940 نتيجة حادث على متن سفينة. أسست عائلته فيما بعد جذورًا في الولايات المتحدة.

جمع غودستيكر مجموعة مهمة من لوحات الأساتذة القدماء وبيعت بعض هذه الأعمال تحت الإكراه؛ وقد أعيد بعضها لاحقًا إلى عائلته. على سبيل المثال، في 2023 أعيدت لوحة من القرن السادس عشر تُنسب إلى الرسّام الهولندي كورنيليس فان هارلم إلى متحف رولين في أوتون بعد أن عرضها جامع تحف. وفي 2009، أقام المتحف اليهودي في نيويورك معرضًا لأعمال كانت في ملكية غودستيكر، مشيرًا آنذاك إلى أن العائلة نجحت في استرجاع نحو 200 عمل. من بين الأعمال المعروضة كانت أعمال لسالومون فان روسدايل، ويعقوب فان روسدايل، ويان فان دير هايده.

تفيد التقارير أن البورتريه الخاص بغيشلاندي انتهى به المطاف في حيازة فريدريخ كادجين، ضابطٍ في الـSS كان مقيمًا في سويسرا بحلول 1945، ثم انتقل إلى البرازيل وإلى الأرجنتين حيث تُوفي عام 1978. حاول الصحفي سيريل روسمان التواصل مع ورثة كادجين دون جدوى، وزار زميله بيتر شوتن المنزل في مار دل بلاتا الذي بدا أن اللوحة كانت فيه؛ قال شوتن إنه رصد ظلًا يتحرك في الممر لكن أحدًا لم يفتح الباب.

يقرأ  كلية الفنون البصرية تُسرِّح موظفيها بصمت

وعند تواصل الصحيفة مع عائلة كادجين، التي تقيم بناتها في بوينس آيرس، صرّحن: «لا أعلم أيّة معلومات تريدونها مني ولا أعرف عن أي لوحة تتحدثون». أما شركة الوساطة العقارية Robles Casas & Campas المسؤولة عن تسويق منزل مار دل بلاتا فحذفت الإعلان، وغيّرت ابنة كادجين اسمها على إنستغرام، وفق تقارير الصحيفة.

بعد نشر تقرير الصحيفة، أفادت لا ناثيون بأن اللوحة أُزيلت من غرفة المعيشة واستُبدلت بما وصفته الصحيفة بـ«نسيج كبير الحجم يصوّر منظرًا طبيعيًا وخيولًا». وقال مدعٍ اتحادي لوسائل الإعلام الأرجنتينية: «اللوحة ليست في البيت… لكننا سنواصل البحث عنها». وذكرت الوكالة اليهودية للانباء أن الإنتربول شارك أيضًا في الملف.

انتشرت القصة بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي؛ أحد المنشورات على X مصحوبٌ بلقطة شاشة لتقرير الغارديان علّق عليها قائلاً: «عُثِر على شوكة في المطبخ»، وحصد ذلك المنشور أكثر من 8,000 إعجاب.

أضف تعليق