«ماك أمين» للفنان جونهاو وو

مشروع مستمر يوثق تناول أكثر من 350 ساندويتش فيليه-أو-فيش على يد الفنان جونهاو وو، المولود في الصين والمقيم في المملكة المتحدة. قبل أربع سنوات، بينما كان العالم لا يزال تحت قيود الجائحة، كان وو يدرس ممارسات وفلسفات التصوير المعاصر في كلية سنترال سينت مارتينز بلندن. خلال الإغلاق تخيّل اللحظة التي سيتمكّن فيها من دخول فرع ماكدونالدز بحرية كدلالة على عودة الحياة إلى طبيعتها. في ذلك اليوم طلب وجبة فيليه-أو-فيش عشوائياً، ولاحظ نعومة خبز الساندويتش فالتقط لها صورة. منذ ذلك الحين زار وو أكثر من 150 فرعاً لماكدونالدز، غالبيتها في المملكة المتحدة والصين؛ كان دائماً يطلب نفس الوجبة ويصوّرها من زاوية علوية ثابتة ثم يرفع الصور إلى منصة التواصل الصينية شياوهنغشو. كطالب، كان اختياره مدفوعاً ببساطة بالجانب الاقتصادي وبالحنين إلى الماضي. نشأ في مدينة ثورية شيوعية بجنوب الصين، وكانت ماكدونالدز جزءاً من ذكريات الطفولة السعيدة؛ كان يتذكّر كيف أن تناول وجبة من ماكدونالدز كان حدثاً يتباهى به أمام زملائه في المدرسة.

«كطفل، بالطبع لم أكن أعلم لماذا يُحتَسب ذلك كسبب للتفاخر. ربما أجد الإجابة الآن: نحن لا نرغب فعلاً بتجربة أكل ماكدونالدز أو بالسندويتشات بحد ذاتها، بل نرغب فيما يرغب به الآخرون (وهو ما قد تشكِّله وسائل الإعلام العامة). عندما كبرت حلمت أن أغادر بلدتي الصغيرة، آملاً أن أعيش يوماً في مدينة كبرى وأتناول ماكدونالدز يومياً… لم أدرِ إلا لاحقاً أن تناول وجبة ماكدونالدز في عاصمة وتناوُل طبق نودلز مقلية في مسقط رأسي هما في الواقع تجربة حياتية عادية متماثلة. فماذا كانت تلك «الحياة الأفضل» التي كنت ألاحقها؟»

عندما بدأت منشوراته تكسب زخماً—وانتشرت ظاهرة الخبز «الناعم» وتفاعل معها الآخرون وحتى ماكدونالدز الصين—أصبح وو غير مرتاح. عُرضت عليه وظيفة في العلاقات العامة بمقر ماكدونالدز بالصين فرفضها. في النهاية، يعرّف وو نفسه بأنه «مجرد شخص يستغل المنصات الاجتماعية كأداة للتصوير، مستعيراً النفوذ العالمي لماكدونالدز ليفتح من خلالها نمطاً شخصياً أكثر للملاحظة والسرد».

يقرأ  شارون كينغ-تشاي تسحر وتُسعد الأطفال بسلسلة «سحر المرآة»

شارك جونهاو وو في جائزة بوووووم للفن والكتاب الفوتوغرافي لعام 2025 ووصل إلى قائمتنا المختصرة. اطلع على الدعوات المفتوحة الحالية والمقبلة للمزيد من التفاصيل.

أضف تعليق