شهدت الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً حول ما يعتبره كثيرون ارتفاعاً مبالغاً فيه في أسعار أعمال الفنانين الشباب والصاعدين، لكن قلّة من الصحافيين—وحتى من العاملين في هذا الحقل—يجرؤون على وضع أرقام ملموسة. في عمود نشرته نعومي ريا، رئيسة تحرير Artnet News، قبيل معرض آرت بازل في حزيران، كتبت: «الآن، بـ30,000 دولار يمكنك شراء عمل لفنان صاعد ذو سيرة ذاتية ضعيفة. سوق الفن فقد قبضة تحديد الأسعار—والمعارض بحاجة لإعادة ضبط مقاييسها».
لكن كم ينبغي أن يدفع جامع الأعمال الفنية إذن؟
أجاب جوش باير، المستشار المخضرم ومؤسس نشرة باير فاكت، على هذا السؤال في أحدث عدد من نشرة No Reserve المجانية. يقترح باير لِما يسميهم «الفنانين فائقو الصعود» (ultra-emerging) سقفاً أقصى لما يجب أن يدفعه جامع لعمل كبير في العرض الفردي الأول في «معرض محترم» يبلغ 15,000 دولار، و5,000 دولار للعمل الصغير. ويضرب مثالاً على الفنان «فائق الصعود» بأنه من حديثي التخرج من المدارس الفنية—على سبيل المثال خريج ماجستير الفنون من ييل. وبخصوص المقاسات، أوضح عبر رسالة نصية أنه يقصد، مثلاً، عملاً قياسه 60×40 بوصة مقابل عمل صغير 20×16.
مقالات ذات صلة
يوضح باير في نشرته أن «الجامع الجديد يحتاج إلى نحو 25,000 دولار إضافية من الدخل التقديري قبل الضريبة ليتمكن من شراء عمل بقيمة نحو 15 ألف دولار—كما لو أن ثمنه يوازي رحلة أسبوع إلى جزر البهاما». وبشأن المضاربين المحتملين، يقول باير إن زمن تحقيق أرباح خيالية من شراء أعمال لمشاهير لاحقين قد ولى: «قصص جامعين اشتروا لأمثال جان ميشيل باسكيات بمبلغ 7,500 دولار في السبعينيات والثمانينيات وبيعوها لاحقاً مقابل 35 مليون دولار (أنا كافٍ من العمر لأعرف كثيرين من هؤلاء) لن تتكرر».
تشارلي جيمس، صاحب معرض في لوس أنجلوس، أخبر مجلة ARTnews أنه يعتقد أن تقديرات باير صحيحة إلى حد كبير من ناحية المقاييس والتسعير. «أرى أن هذه العتبات مفيدة، وربما يكون 15,000 دولار للعمل الكبير مرتفعاً بعض الشيء»، قال جيمس.
ومن جانب آخر، قدّم جامع مخضرم مختص بأعمال الفنانين الصاعدين وفائقو الصعود وجهة نظر مختلفة: «فكرة مثيرة للاهتمام، لكن لا يمكن تدوين تسعير سوق الفن كقوانين جامدة. هناك العديد من العوامل التي تدخل في تحديد السعر».