ما حفظه نوتي سيضيع — فن جيس جونسون

عندما تواصلت هاتفيًا مع جيس جونسون، كانت الفنانة في مركز بايونير ووركس في بروكلن، حيث أمضت نصف إقامة فنية تستمر ستة أشهر. في مرسمها، تشرع جونسون بالرسم مستمرة في تطوير كون خيالي علمي نما وتبلور على امتداد نحو ثماني سنوات.

عالم جونسون يتسم بنقوش معقدة تكاد تُدخل المشاهد في حالة ذهول بصري، وألوان جريئة، ومجموعة من الرموز التي تستحضر طقوسًا قديمة، إلى جانب سرد يتكشف كملحمة فضاء خيالية معاصرة. تنجم هذه الصفات عن رسوم غالبًا ما تحاكي ملصقات الحفلات الموسيقية؛ ومع ذلك، تعمل جونسون أيضًا بالتعاون مع آخرين، ناقلة رسوماتها إلى مجالات أخرى مثل الواقع الافتراضي.

لمدة سنوات عدة، تعاونت بشكل مستمر مع المحرّك الحركي/الرسّام المتحرّك سايمون وارد، الذي يحول عالم جونسون إلى بيئات واقع افتراضي. في الوقت الراهن، يبدو التعاون عابرًا للكرة الأرضية، فوارِد يقيم في نيوزيلندا. وفي وقت لاحق من الأسبوع نفسه كانت جونسون ستتواجد أيضًا في نيوزيلندا لافتتاح تجربتهما المشتركة وتركيبتهما الفنية الافتراضية بعنوان Terminus في معرض تاورانج. لم تكن تخطط للحضور إلا أن فرصة طرأت في اللحظات الأخيرة. والمعرض ذو أهمّية خاصة؛ فتاورانجا مسقط رأس جونسون. «إنه أمر خاص حقًا أن أعود إلى هنا وأقيم معرضًا»، تقول. «حين نشأت لم تكن هناك أية صالات عرض فنية في تاورانجا».

تصف جونسون، المقيمة حاليًا في نيويورك، تاورانجا الساحلية بأنها «مكان فاضل للنشأة»، لكنها تضيف تحفظًا: «تشعر بأنك بعيد جدًا جدًا عن بقية العالم، خصوصًا قبل عصر الإنترنت». في شبابها كانت الكتب والأفلام تثير خيالها؛ قرأت كمية كبيرة من روايات الخيال العلمي والخيال، إضافة إلى القصص المصورة. كانت تذهب إلى متجر الفيديو المحلي وتختار أفلامًا غريبة لتشاهدها. تصف مصادر تأثرها المبكرة بأنها «بوتقة انصهار»: رسوم أغلفة روايات الخيال العلمي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي الموجودة في متاجر المستعملين، وقرأَت في مراحل مبكرة أعمال برايان ألديز، أورسولا لو غوين، إيان بانكس، راي برادبري، وفرانك هربرت، ولاحقًا أصبحت أوكتافيا باتلر من المفضلات. وفي مجال القصص المصورة اكتشفت فناني الحركة المستقلة مثل روبرت كرومب ومارك باير.

يقرأ  افتتاح الصالة الفنية المنتظرة لثاديوس روباك في ميلانو

في متجر الفيديو كانت تعثر على أفلام سيكيدلية من السبعينيات مثل «كوكب رائع» و«الجبل المقدس» لأليخاندرو خوموروفسكي، وأفلام مستقلة مثل فيلم الوثائقي «كرومب» لتيري زويغوف من منتصف التسعينيات. في بعض الحالات، كان ما استهلكته جونسون في طفولتها له أثر مباشر على فنّها. هذا الحال واضح في أجزاء من Terminus، مشروع واقع افتراضي مقسّم إلى خمسة أجزاء أدارَهَا جونسون ووارد. تشير جونسون إلى وجود إشارة إلى «قصة لا تنتهي» في مقطع «Fleshold Crossing» وإيماءة إلى «ويلي ونكا ومصنع الشوكولاتة» في مقطع «Tumblewych» من التجربة. أما في مقاطع أخرى، فقد تركت الخيال العلمي والخيال والقصص المصورة والسينما أثرًا أقل مباشرة على عملها. «أعتقد أنها أثّرت في العمل الذي أقوم به الآن لأنني كنت دومًا أبحث عن نوافذ أو بوابات إلى الأكوان الأخرى، وأعتقد أن هذا ما أمارسه في ممارستي الفنية»، تقول. «أنا أبني هذا الكون منذ ثمانية أعوام الآن.»

أضف تعليق