متحف دالاس للفنون يعيّن برايان فيريسّو مديرًا جديدًا

أعلن متحف دالاس للفنون في تكساس عن تعيين برايان فيريسو، المدير الحالي لمتحف بورتلاند للفنون في ولاية أوريغون، مديرًا جديدًا له، على أن يتسلم مهامه في الأول من ديسمبر. يأتي تعيينه خلفًا لأغوستين أرتياغا الذي غادر منصبه العام الماضي وتولى هذا العام إدارة متحف كروكر للفنون في سكرامنتو.

يتولى فيريسو قيادة متحف بورتلاند منذ عام 2006، وخلال ولايته زاد من صندوق المتحف بمقدار 40 مليون دولار، كما قضى على دين غير ممول بقيمة 7 ملايين دولار من دفاتر الحسابات. كذلك ضاعف عدد القيمين في المتحف، مع جعل نحو نصف هذه الوظئف مموَّلة بشكل دائم. وأتاح المتحف الآن الدخول مجانًا للزوار دون سنّ 17 ولجولات المدارس من خلال برنامج منح “ولوج الفن”.

تحت قيادته شهد المتحف تحوّلات مهمة، من بينها توسيع التنوع في المجموعة الدائمة وإضافة أعمال بارزة لفنانين ممثلين تمثيلًا ناقصًا، مع تركيز على الفنانين الأصليين والسود والنساء. كما كان متحف بورتلاند العام الماضي شريكًا مفوضًا في جناح جيفري جيبسون الأمريكي بينالي فينيسيا 2024.

وفي نوفمبر المقبل يفتتح المتحف توسعًا كبيرًا يضيف نحو 100,000 قدم مربع، تم تمويل إنشائه وتأسيسه عبر حملة رأسمالية تجاوزت 140 مليون دولار.

قالت شارون يونغ، رئيسة مجلس إدارة المتحف ورئيسة مشتركة للجنة البحث عن المدير، في مقابلة مع ARTnews: «برايان مدير متمرس وذو سجل حافل في بورتلاند. لقد أظهر دائمًا نهجًا تعاونيًا وموحِّدًا. بينما نحلم بمستقبلنا كمتحف في القرن الحادي والعشرين وما يمكن أن يبدو عليه، كنا نبحث عن شخص يفكر معنا ويتخيّل معنا ويقودنا إلى تلك الرؤية. برايان تصدّر الاختيارات بفضل كل الأمور التي نأمل تحقيقها والتي نريد من المدير أن يتناولها ويتحمس لها».

في مقابلة أخرى شرح فيريسو أن أحد عناصر عرضه للمجلس كان التفكير في مفهوم «متحف القرن الحادي والعشرين». وبيّن أنه بينما تعود جذور المتاحف إلى خزائن العجائب في القرن التاسع عشر التي ركزت على تراكم الأشياء المتفرقة، فإنه يؤمن بـ«الأركان الثلاثة لمتاحف القرن الحادي والعشرين: الأشياء، الناس، البرنامج». وأضاف أن المتاحف ينبغي أن تكون محورها الناس — من يعملون فيها، ومن في المجتمع، ومن يدعمونها، ومن هم الفنانون — وأن تركز على البرامج، بحيث تقوم معارضها وفعالياتها المجتمعية بـ«تفعيل الفن ليتواصل بعمق أكبر مع الناس، ولخدمة وظيفته المدنية».

يقرأ  راشد جونسون: لا يخشى أن يكشف عن هشاشته

وواصل: «النهج الذي اتبعته في بورتلاند هو أنني بنَيت الطاقم والبرنامج والقيمين، مع التفكير في كيفية خلق صلة ذات مغزى مع المجتمع؛ كيف نغيّر البرنامج؛ كيف نصبح أكثر تركيزًا على الناس؟ والجزء الأخير من اللغز بالنسبة لنا كان العمارة التي تدعم الناس والبرنامج الذي طوّرناه. أعتقد أن متحف دالاس للفنون في موقع ممتاز لتحقيق هذه الرؤية».

جاء إكمال مشروع التشييد في بورتلاند عاملًا مهمًا في تعيينه، إذ لدى متحف دالاس أيضًا خطط لتوسيع مبناه المصمَّم من قبل إدوارد لارابي بارنز والذي افتتح عام 1984. وفي 2023 اختار المتحف مكتب المعماريين “Nieto Sobejano Arquitectos” لإعادة تصميم بصمته المعمارية. ولم يعلن متحف دالاس بعد عن تفاصيل هذه الإضافة، بما في ذلك تاريخ الافتتاح المخطط له، أو مساحة الزيادة، أو هدف الحملة الرأسمالية لتمويلها.

قالت يونغ إن المجلس، في تفكيره بشأن التوسعة، كان يبحث عن «شخص يواكب طموح المجلس لتنفيذ مشروع كبير وإعادة تعريف متحف بُني قبل أربعين عامًا للأربعين أو الخمسين أو المئة سنة القادمة. أردنا شخصًا يدمج المجتمع ويفهم الدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف في الحياة المدنية».

أشار فيريسو إلى أنه اهتم بمنصب مدير متحف دالاس بعد ما يقرب من عقدين في بورتلاند وإنهاء توسعة متحف بورتلاند، فتساءل عن خطواته التالية. وقال إنه معجب جدًا بمتحف دالاس لأنه عرفه لسنوات عديدة، وزاره كثيرًا حين كان مديرًا لمتحف فيلبروك للفنون في تولسا من 2002 إلى 2006. «كما أنه يتناسب مع اهتمامي بالعمارة والملاءمة والربط المجتمعي. هذه الرؤية التي وضعها المتحف للارتباط الحقيقي بالمجتمع مصدر إلهام لي.»

إلى جانب التوسعة، هناك عنصر رئيسي آخر في مستقبل المتحف يتمثل في هبة كبرى معلنة. ففي عام 2005، وعلى هامش احتفالات المتحف بالذكرى المئوية له، تعهّدت ثلاث من أبرز عائلات جامعي الأعمال في دالاس — مارغريت وروبرت هوفمان، سيندي هوارد راشفسكي، وديدي وروستي روز — بأن يورّثوا مجموعاتهم للمتحف.

يقرأ  سيناتور يطالب بفتح تحقيق في علاقات عضو مجلس أمناء متحف مومَا، ليون بلاك، بجيفري إبستين

شروط هذه الهبة غير مألوفة إلى حد ما في عالم المتاحف، إذ سيتلقى المتحف ما يكون ضمن مجموعاتهم في وقت وفاتهم، ما يعني أنهم يمكن أن يستمروا في إضافة أعمال إلى مجموعاتهم وبيع بعضها أيضًا.

قال فيريسو إنه يرتبط بعلاقات طويلة الأمد مع كل من هذه العائلات، ويرى في عهدتهم وطبيعتها «مبادرة مهمة—ومبادرة ديناميكية». أنا مُعجَب بما طرحوه؛ إن عرضه ملهمٌ حقًا. لقد اعتمدوا نهجًا ديناميكيًا ما زال قيد التجميع، فمجموعاتهم تتطور باستمرار وتُصاغ استجابةً للحظة الراهنة.

هذه المجموعات تُلبّي اللحظة وتستجيب لروح العصر، وليست مجرد كبسولةٍ زمنيةٍ تُحفظ بعزلة عن الواقع. عندما تتكلل هذه الجهود وتَتَجَسَّد في عرضٍ شامل، أرى أنها ستكون في أقصى درجات الصلة بالواقع المعاصر.

أعتقد أنها قد تتحوّل إلى مركزٍ رائدً ا في البلاد، وربما حتى في العاالم، للفن الحديث والمعاصر.

أضف تعليق