اتهمت ثلاث منظمات معنية بحرية التعبير، من بينها فرع اتحاد الحريات المدنية الأميركي في كولورادو، مركز تاريخ كولورادو — وهو متحف غير ربحي مرتبط بوزارة التعليم العالي في الولاية — بـِممارسة رقابة على عمل فني احتوى على رموز مؤيدة للفلسطينيين وانتقادات لمصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) ولعضوين من مجلس الشيوخ الأميركي.
اللوحة المزعومة أنها خضعت للمنع بعنوان «لا أحد منا حر حتى نكون جميعاً أحرار» (2025) للفنانة الرسامة المقيمة في دنفر مادالين درونو، وقد كُلفت من قبل جهة محلية لعرضها ضمن معرض «أحلام كبيرة في سايغون الصغيرة» الذي يستقصي جوانب من حي الجالية الفيتنامية في المدينة. صوّرت درونو إيفي ها، وهي لاجئة هربت من حرب فيتنام، مع ابنتها جوّي على خلفية مكوّنة من صور مركّبة لشخصيات من بينها محمود خليل ورومييسا أوزتورك، طالبان أجنبيان احتُجزا بسبب مواقفهما بشأن غزة. احتوت اللوحة أيضاً على أعلام فلسطينية وشعارات ضد ICE، وصورة لحاكم كولورادو جاريد بوليس وكفٍّ حمراء تغطي فمه، واتهمت السيناتور الديمقراطي في الولاية مايكل بينيت بـ «تمويل الإبادة الجماعية».
أخبرت درونو أنها تلقت إخطاراً بأن المتحف لا يستطيع عرض عملها تماشياً مع قانون ممارسات الحملات الانتخابية في كولورادو، الذي يمنع الوكالات الحكومية من تقديم مساهمات مالية لصالح مرشحين يتنافسون على مناصب عامة. ومع ذلك، قالت ثلاث منظمات الدفاع عن حرية التعبير — فرع ACLU في كولورادو والتحالف الوطني ضد الرقابة (NCAC) ومؤسسة الحريات والتعبير الفردي (FIRE) — في رسالة إلى رئيسة مركز تاريخ كولورادو بتاريخ 3 نوفمبر إن إقصاء اللوحة «يبدو أكثر ارتباطاً بالمشاعر السياسية الواضحة في خلفية العمل» وطالبت بإعادة عرض اللوحة والاعتذار للفنانة.
من بين ثلاث لوحات كانت جزءاً من السلسلة، بقيت لوحة بعنوان «الإفراج والتمسّك» (2025) في المعرض ولم تُسحب. قبل أربعة أيام من افتتاح المعرض في 21 أكتوبر، أبلغت درونو موقع Hyperallergic أنها أُخطرَت بأن إحدى لوحاتها الثلاث لن تُعرض. وفي رسالة إلكترونية بتاريخ 16 أكتوبر اطلعت عليها Hyperallergic، أخبرت منظمة كولورادو الآسيوية والمحيط الهادئ المتحدة (CAPU)، الشريك الثقافي المحلي الذي شارك المتحف تنظيم المعرض، الفنانة أن مركز التاريخ قرر عدم عرض اللوحة «لأن ذلك قد يعرض المؤسسة لمخاطر قانونية» تتعلق بقوانين تمويل الحملات.
وقال المدير الإبداعي للمتحف، جايسون هانسون، في بيان لموقع Hyperallergic إن العمل الذي وصلهم لم يكن ما توقّعوه. وأضاف أن «العمل الفني الذي سلّم عبر شريكنا المجتمعي قبل افتتاح المعرض بقليل اختلف اختلافاً جوهرياً عن العمل المقترح، ونحن لا نستخدم الأموال أو الموارد العامة لتمهيد منصة لآراء قد تُفهم على أنها حملات مؤيدة أو معارضة لمرشحين أو قضايا استفتائية حالية». وبحسب عقد تكليف الأعمال التي راجعتها Hyperallergic، دفعت CAPU — وليست إدارة المتحف — لمادالين درونو 2500 دولار مقابل اللوحات الثلاث.
وصف مناصرو حرية التعبير في رسالتهم استناد المتحف إلى قوانين تمويل الحملات بأنه «غير مقنع»، مؤكدين أن عرض عمل فني ينتقد مسؤولين عموميين — سواء كانوا ينوون الترشح مستقبلاً أم لا — لا يمكن اعتباره «مساهمة» انتخابية لصالح مرشح بعينه.
قالت درونو إن مصدر إلهام السلسلة كان قصة إيفي ها في الفرار من فيتنام، لكن اللوحات توسعت لتتناول موضوعات الصمود داخل مجتمعات الآسيويين الأميركيين وجزر المحيط الهادئ والأجيال القادمة. وأضافت أنها كانت تنوي فتح نقاش حول الصراعات المتشابكة التي نشهدها حالياً في العالم، والتي تشمل أعمال عنف من قبل ICE ضد المجتمع المهاجر وكيف يرتبط ذلك بالقضية الفلسطينية.
أبلغت جوّي ها، المصوّرة في إحدى اللوحات إلى جانب والدتها، موقع Hyperallergic بأنها ووالدتها طلبتا من منظمات الحريات عدم التدخل في النزاع حول العمل الفني. وقالت إن والدتها مستاءة من استغلال قصة لجوئها، وأنها لا تريد أي ارتباط بحملاتهم. ومن جهتها قالت متحدثة باسم CAPU إن المنظمة كلفت درونو بالعمل لكنها «لم تكن طرفاً في قرار سحب اللوحة»، وإنها حاولت التوصل إلى حل وسط مع المتحف دون جدوى.
أوضحت درونو أنها لجأت إلى منظمات حرية التعبير بعد محادثة مع الفنانة دانيل سي ووكر، من قبيلة Húŋkpapȟa Lakȟóta، التي أثارت لوحتها المؤيدة لفلسطين دعوى فيدرالية حول التعديل الأول ضد بلدة فايل العام الماضي. وقالت درونو إن مثل هذه القضايا ألهمتها، وإنها تأمل أن تشجع فنانين آخرين على التعبير وإثبات أن المواجهة ممكنة ويوجد دعم.