في محطة مترو دوبونت سيركل الشمالية في واشنطن ظهرت جداريات تكرّم الرجل الذي رمى ساندوويتش من سلسلة “سابواي” باتجاه عنصر من جمارك وحماية الحدود الأمريكية، بينما تُظهر لقطات ثابتة من فيديو تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي الحدث ذاته.
لا شيء يربك الطغاة ورفقائهم كما تفعل أشكال المقاومة المرحة؛ وبالتحديد، تحول الرجل الشعبي غير المتوقع إلى رمز بعدما ألقى شطيرة اعتُبرت فعلاً احتجاجياً في وجه قوات إنفاذ اتحادية — فعالية خفيفة الظل أطلقت موجة من الصور والملصقات الجدارية في أنحاء المدينة.
استيلاء العاصمة على يد قوات أمينة مدعومة من جهة سياسية أثار استياء سكان واشنطن، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لمشاهدة عناصر مقنعة تتجول في شوارع واحدة من أغنى مدن البلاد، وهو ما غذّى الغضب والاحتجاجات البصرية.
الجداريات والملصقات الجديدة تعيد تركيب أيقونة بانكسي الشهيرة (قاذف الزهور أو “الحب في الهواء”) التي ظهرت أصلاً عام 2003 على جدار في بلدة بيت ساحور بالضفة الغربية المحتلة، بعد أن كانت نسخة استنسل سابقة ظهرت في لندن. صورة الرجل المقنع وهو يقذف شيئاً تحولت إلى رمز للمتظاهرين الذين يرون أنفسهم كالداود في مواجهة جيوش جاهزة من المؤسسات أو الشركات.
على الإنترنت أُعيدت صياغة الحدث ببذخ الفكاهة؛ الميمز أعطت معنى جديداً لعبارة “فنان سابواي” وحولت الحادث إلى مادة سخرية سياسية واجتماعية.
البطل الحاضر في التكريمات هو شون تشارلز دان، البالغ من العمر 37 عاماً وموظف سابق في وزارة العدل، الذي اعتُقل ووجهت إليه تهمة اعتداء جنائي بعد إلقائه شطيرة “سابواي” على ضابط اتحادي في واشنطن وهو يصرخ عبارات مثل “تباً لكم يا فاشيين!” و”العار!”. الاعتداء على ضابط اتحادي قد يعرض الفاعل لعقوبة تصل إلى ثماني سنوات سجناً، لكن عدم وجود سوابق جنائية لدى دان قد يقيه من تطبيق الحد الأقصى للعقوبة.
الفيديو الذي وثّق الحادث أثار نقاشاً محتدماً حول دور وكثافة وجود أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية في المدينة، في وقت انتشرت فيه جداريات وصور للبطل في أماكن عامة منذ العاشر من أغسطس، من بينها واجهات محطات المترو وفي شوارع الحي الراقي — علامات بصرية على احتجاج مدني يميل إلى الاستعانة بالفكاهة كأداة مقاومة.