مجلة جكستابوز — بيسا باتلر: «احتضنني بقربك» معرض جيفري ديتش، لوس أنجلوس

في معرض بعنوان «احتضنني عن قرب»، تعرض بيسا باتلر سلسلة قوية من البورتريهات المبطّنة التي تتكلم بلغة عاجلة عن إلحاح التعاطف، عن ثقل التاريخ، وعن الحاجة إلى الحنان في أوقات الأزمات. هذه هي عبارة الفنانة وتفسيرها الشخصي للعمل.

هذا الجسد الفني هو رد بصري على ما أشعر به كامرأة أميركية من أصول إفريقية تعيش في عام 2025. عشنا جائحة كوفيد وشهدنا انتفاضة حركة حياة السود مهمة، ثم وصلنا إلى زمن تُعاد فيه مساءلة الحقوق المدنية التي نشأت عليها أجيالي، بل وتُقوّض وتُنقَض. الحماية والبرامج المخصّصة للأميركيين غير البيض، والنساء، والمثليين، والفقراء، والأشخاص ذوي الإعاقة تواجه هجمات متكررة، وهذا ما تركني في حالة زعزعة. يمنعني رعب رؤية المهاجرين مطاردين ومخطوفين على أيدي رجال ملثمين؛ وفكرة أن تُقتل أو يُجوع الناس لخِدمة أجندات سياسية تُشبه الكوابيس. بحثت عن ملاذ ولجأت إلى عملي كدفتر يوميات بصري.

في لحظات المحن نحتاج إلى بعضنا بعضًا أكثر من أي وقت مضى. كلمة طيبة، أذن تصغي برفق، وعرض مساعدة تبقينا أكثر إنسانية. أسميت هذه السلسلة «احتضنني عن قرب» لأن هذا ما أحتاجه—وما أعتقد أننا جميعًا بحاجة إليه: مزيد من الإنسانية والتعاطف.

هناك أغنية تراودني أثناء العمل: La Vie En Rose بصوت لويس أرمسترونغ، وقد ترجمتُ بعض أبياتها في ذهني:
احتضنني بقوة وابق قربي
تلك التعويذة التي ألقيتها سحرتني
هذه هي الحياة بالورد

عندما تقبّلني يتنهد السماء
ومع أنني أغمض عينيّ
أرى الحياة بالورد

عندما تضغطني إلى صدرك
أصبح في عالمٍ منفصل
عالم تتفتح فيه الورود
وعندما تتكلم، تغنّي الملائكة من فوق
تتحوّل الكلمات اليومية إلى أغنيات حب

على صعيد شخصي جدًّا، فقد رحلت الفنانة التي كانت إحدى أعظم مصدر إلهامي—فيث رينغولد—السنة الماضية. عملها وسرد حياتها جعلاني أؤمن بإمكانية النجاح في عالم الفن. قرأت مذكّراتها، وكتالوجاتها، ومقالاتها محاوِلة أن أمتصّ من إرشادها ما أستطيع. أحد جوانب عملها الذي أثّر فيّ بعمق هو سلسلة «الضوء الأسود» (1967–1969)، حيث كانت تطلي قماشتها بالسواد ثم تضع ألوانًا زاهية فوقه. تحدّت فيث المعيار الفني القائل بضرورة تهيئة اللوحة باللون الأبيض أولًا؛ علمت نفسها إتقان الضوء واللون بانطلاق من قماش أسود عميق—وأردت أن أفعل الشيء نفسه.

يقرأ  آي ويوييتفقد خط الجبهة الأوكرانيتمهيداً لتركيب عمل فني في كييف

أنا أيضًا معجبة بشدة بكيري جيمس مارشال. في أحد مقالاته تكلّم عن رغبته في ابتكار عجلة ألوان جديدة مكوّنة من تدرّجات الأسود، ليس هروبًا من اللون بل احتضانه كمعبر عن شعب وفلسفة. لغة بصرية تصرّ: الأسود جميل. احتضن مارشال اللون الأسود بكل ظلاله بطرق لم أرَ مثلها من قبل.

معظم الاعمال في هذه السلسلة تقوم على قاعدة من القطن الأسود الداكن أو المخمل الأسود، مع طبقات من الألوان والأنسجة فوقها. دفعني الاعتماد على قاعدة داكنة إلى إدخال أقمشةً براّقة وعاكسة، كما استخدمت ملمسات ثلاثية الأبعاد—خرز، أحجار الراين، وترتر—لخلق وهم بالعمق والبُعد.

هذه المجموعة هي إعلاني البصري بأننا بحاجة إلى الحب بدل الكراهية. من الناحية الجمالية سترون أشخاصًا يتكئون على بعضهم البعض، يتقاسمون لحظات، مُلتقطة في إيماءات حنان. وتُعد هذه اللحف أيضًا تحيةً للعمالقة الذين صاغوا مسار تطوري الفني—الراحلة فيث رينغولد والعبقري الذي لا يزال يلهم، كيري جيمس مارشال.

أضف تعليق