يستضيف متحف غرانوليرس معرض “Brindis”، أحدث عرض فردي للفنان أريز. صيغ المشروع كفضاء للاحتفال والتوقّف، حيث يكشف الفنان شظايا من مسار العمل الإبداعي ويعرض كيفية سعيه نحو لغةٍ بصرية خاصة والموضوعات التي تتكرر في إنتاجه الورشي.
في متحف غرانوليرس يمكن رؤية لوحات زيتية وليثوغرافيات وأعمال على الورق وعدد من الدفاتر غير المنشورة التي تكشف عن تحقيقاته خلال السنوات الأخيرة. في هذه القطع تتراجع ممارسة آريز المعتادة للجدارية الضخمة لصالح رسمٍ ضخم بالمثل، بتراكيب رصينة وروابط واضحة مع أعماله في الفضاء العام. كما فعل في معرضه الأخير “Preludio”، يواصل الفنان تقديم تحيّة للحرفة، مؤكداً انشغاله بتقنيات الطباعة مثل الطباعة الحجرية أو الحفر، وبالطبع الرسم الزيتـي.
اللوحة ثابتة بطبيعتها، لكن آريز يستثمر هذه الثباتية لمحاولة تجسيد الحركة في صورة واحدة: يفكك ويطبّق عناصر فوق بعضها، مدمجاً أجزاءً تشريحية مع مقاطع غرافيكية. تعمل أعماله كـكولاجات تصويرية تتعايش فيها عناصر كلاسيكية ومعاصرة، وبين المقدّس واليومي في تداخلٍ بصري غني.
يستعيد “Brindis” —بجرعة من السخرية— نقداً مفتوحاً لمنظومة الفن، وللفكرة القائلة بأن الفن ينبغي أن يكون سلعةً محصورة للنخبة، وغالباً ما تكون هذه الأخيرة الأقل اهتماماً به. في “Brindis” يطلق آريز إيماءة احتفالية: نخبٌ للعمل الإبداعي، للحرفة وللممارسة العريقة المسماة الرسم.