يسرّ مارغو ساميل أن تعرض «همهمة الحياة»، معرضًا فرديًّا لأعمال جديدة للفنانة الاسكتلندية آمي وينستانلي (مواليد 1983، دامفريس، المملكة المتحدة). هذا هو معرضها الفردي الثاني لدى الصالة.
تشير فكرة «همهمة الحياة» إلى الحركة الهمهمية الدائمة لكل مادة، من المستوى الاجتماعي إلى المستوى الجزيئي. في كل لوحة، وفي كل لحظة، الحياة ترجف وتتقلب وتترنح وتتهادى وتُهتز — تتارجح وتذبذب. تدمج وينستانلي ممارسة ارتجالية وحدسية ومراقِبة مع طريقة شبيهة بالمقالة في بناء مجموعات العمل، فتعمل على عدة لوحات في الوقت عينه لتسمح لبعضها بأن يتبلور بشكل أكثر تصويرية ومنهجي، بينما تبقى أخرى داخل نسيجها وتجريدها. تبدو بعض الأعمال كما لو أنها تردد صدى لأعمال أخرى، فتعمل كأدوات تعديل أو حروف جر داخل تشكيلاتها، كما في «نريد أن نكون نافعين ولطفاء» (2025) و«بينما ننتظر، والفاكهة» (2025). تؤكد هذه الطريقة على الترابط الذي تستثمر فيه الفنانة، بينما يحاكي المعرض بأسره رَقصات تزامنية أوسع للحياة. الحاضر هو رنين لكل ما كان وسيكون؛ إنه وسط فوضوي دائم التناغم متعدد الطبقات يتكشف بلا انقطاع.
تعمل الفنانة غالبًا بمقاربة أدبية داخل الاستديو. في هذه المجموعة استلهمت نصوصًا من كتاب بايو أكومولافي «هذه البراري وراء أسوارنا»، وهو عبارة عن سلسلة رسائل فلسفية موجهة إلى ابنته تحكي عن ذهاب وإياب العيش اليومي. تستلهم اللوحات من الدوافع واللوحات اللونية والمواضيع التي تنبع جزئيًا من رؤيته الدائرية للزمان، فتتصرف كمشابك رنانة موصِّلة تضع وينستانلي داخل همهمة الحياة. فعلى سبيل المثال في لوحة «هم فقط في الغرفة المجاورة» (2025) تستحضر حكاية عن حياة وموت أفراد العائلة؛ فبدل أن نفهم رحيلهم على أنه اختفاء من عوالمنا، يبدو مرورهم أشبه بوجودهم في غرفة مجاورة. تذكرنا نصوص من هذا النوع بأن الحياة حاضرة دومًا؛ تأتي وتذهب وتعود. كل الأشياء تعود إلينا في نهاية المطاف، أو تطلب منا لقاءً جديدًا بطرق مفاجئة ومتفردة. هنا تتحول اللوحة إلى ناقل لمعرفة قديمة تنهض في «الان»، مساعدةً في التوسّط بين تغيّرات خارجية تبدو أحيانًا غير قابلة للتحكم.
تصبح همهمة الحياة وسيلة لتصور الروابط بين ذواتنا والمراتب الأوسع للعالم الطبيعي التي ننتمي إليها. بتخيل اتساع الزمن كزمن الأرض ذاته، تنتقل الأعمال في المعرض بين تعبيرات ميكروية وماكروية للطاقة والمادة والتبادل. عبر ممارسة وينستانلي الأوسع، كما في هذا المعرض، لا شيء منفصل حقيقيًا أو معزول أو متفرد عن شيء آخر. الكون المترابط بأسره — من ضعف جِهْر الجزيئات حولنا إلى الأشباح والآلهة لأجيال الماضي والمستقبل — يحدث دفعة واحدة، في حقول لونية مُحكَمة، ومرات من الخطوط، أو مصادر ضوء متوهجة تلقي بوميضها خارج الإطار. فبدل أن يكون فضاءً نسبياً بحتًا، يتحول هذا الفضاء إلى مقام روحي — كما لو ألقيت بنفسك في بحيرة باردة — تجربة كلية وموضِّحة للوجود، شبيهة باللغة أو الفن نفسه.
— إميلي سمول