تسرّ ميغان مولروني أن تعرض «نقيض الفراغ»، معرضًا للوحات جديدة للفنانة جيني كيسي. ينطلق المعرض ويستمر حتى ١ نوفمبر ٢٠٢٥.
في أعمالها الأخيرة تعود كيسي إلى العناصر الأكثر جوهرية في الرسم: الشكل واللون والمزاج. داخل فضاء معماري محصور تتعايش أشكال مُبَسطة—كرات وألواح وملفات لولبية—مع إشارات خفيفة إلى الجسد. تُرصّ الأجسام وتُكدّ بعضها فوق بعض بعناية بحيث تبدو متأرجحة على شفير التوازن. وبحجمها الفائق الذي يملأ إطار كلّ تركيب، تستدعي هذه البنى الهياكل الداخلية الحلمية التي تذكّر بأوائل لوحات جورجيو دي كيريكو.
تقول كيسي إنها خلال السنة الماضية قلّصت العناصر البصرية لتهيئة إحساس روحاني تاملًا، وبجزء منه نتيجة انتقالها إلى مرسم جديد حيث جيرانها من الخزّافين أعادوا توجيه نظرها نحو شكل الإناء كشخصية محورية. داخل السرديات الرقيقة لعوالم كيسي المصوّرة يبدو هذا الشكل مشحونًا، وكأنّه يحمل شيئًا حيويًا—سرًا أو حياة داخلية—لا يمكن تجسيده إلا عبر المزاج والنبرة.
يتجلى التوتر بين العادي والمستحيل أيضًا في المنطق التصويري الأكبر للعمل. إن تراكيبها تتحدّى قواعد الجاذبية: تتأرجح وتتوازن وتتلاحم بطرق لا تستطيع المجسمات أن تعيد إنتاجها تمامًا. ومع ذلك، داخل هذا الفضاء النفسي الغامض يصبح هناك شعور حتميّة وانسجام. يتحرك البصر عبر التركيب كمسار عائقٍ مصغر، متتبعًا دروب الحجم والوزن، محوّلًا عملية المشاهدة إلى فعل تأمّلي.
تحت هدوئها الناعم ينساب تيار رغبة لاكتشاف السكون وسط خيبة الأمل، والطمأنينة وسط الفوضى—لبناء عالم يحتضن أكثر مما تُظهره اللمحة الأولى. نقيض الفراغ يخاطب الإناء كشكل كوني يرتقي ليصبح استعارة للأجساد والذاكرة والروح.