في إطار سلسلة M+B الصيفية احتفالاً بمرور عشرين عاماً على تأسيسها، تولي الصالة اهتماماً خاصاً لأعمال المصوّر مايك برودي. بدأت رحلته مع الكاميرا في 2004، حين كان في التاسعة عشرة من عمره يعمل بصور بولارويد بسيطة، موثّقاً وجوهاً فريدةً ومواقفَ خامٍة وواقعية أثناء تنقّله على عربات الشحن. سرعان ما اتضح أن مايك لم يكن مجرد صبيّ فضولي يلتقط صوراً عابرة؛ بل فنان متعلّم ذاتياً ذو موهبة أصيلة حقيقية جذب انتباه الوسط الفني وانطلقت مسيرته بسرعة.
ومع تقدّم عمره وتنقّله بين مهنٍ موازية—عمل كفني ميكانيكا ديزل على محرّكات القطارات ثم قوارب الجر—لم تتوقف ممارسته للتصوير. نضجت عينُه التكوينية وتوسّع موضوعه؛ أصدقاءٌ يسافرون عبر أمريكا على عربات الشحن وبتنقّلٍ بالاصطياف صوّرهم في أفلام 35مم تبدو كأنها لقطات ثابتة من فيلمٍ غير موجود. قادته هذه المجموعة من صور 35مم إلى الفوز بـجائزة باوم للفنانين الأمريكيين الناشئين، ولا يزال يقدّم أعمالاً تأسر المتلقّي وتفاجئه، حتى حاز على مقارنات مع بعض أعظم المصوّرين في التقليد الأمريكي. كما شارك كموضوع وشريك في الفيلم-المقال الوثائقي “Slack” وبدأ استكشاف عالم الصورة المتحرّكة.
مثل أي فنانٍ عظيم، يمرّ مايك بمراحل إبداعية متميّزة، لكن بولارويداتِه هي التي أشعلت بداياته. ليست البراءة الجامحة في تلك الصور وحدها ما يميّزها، بل أيضاً كونها قطعاً فنية فريدة تعمل كلوحات تصويريه فوتوغرافية لذوات موضوعاتها—قطع قائمة بذاتها لا تُعادَل ولا يمكن استنساخها تماماً في أي سياق آخر، وتستمرّ في إحداث أثرٍ بصري وعاطفي قوي.