عندما أخرج تود براونينغ فيلمه الأيقوني «فريكس» عام 1932، لم يكن من المتوقّع أنه سيتحوّل إلى واحد من أكثر أفلام الرعب الأميركية المبكرة شهرةً وتأثيرًا. في الفيلم يعيد براونينغ تشكيل مفهوم «المشوّهين» في السيرك على أنهم مجتمع مترابط، ذي قيم أخلاقية، مقابل الشخصيات الجميلة تقليديًا (كليوبترا صاحبة الأرجوحة والفتى القوي) التي تُقدَّم كأنانية وقاسية وفاسدة. يناقش الفيلم أن المظهر الخارجي «الطبيعي» لا يعني تفوُّقًا أخلاقيًا. الفيلم يقلب المقاييس حول من يُعدّ «طبيعيًا» أو «وحشًا»، وينتقد النفاق الاجتماعي والأخلاقي، ويجبر المشاهدين على مواجهة شهوتهم للمنظر البهلواني والمشهد العرضي.
يا لها من فرصة لإعادة التواصل مع هذا العمل. غاليري جي آر يسرّ أن يعلن عن معرض «فريكس» الذي يقدّم أعمال الفنانين كازي تشان، ساتورو كويزومي وسوانجايا كينشوت. سيضمّ العرض خمسة عشر عملًا فنيًا بين لوحات ومنحوتات تجمع بين ثلاثة ممارسين تمتدّ جذورهم إلى السرد، والعمق العاطفي، والخيال الغريب. يشكّل هذا الحدث أول معرض لغاليري جي آر في موقعه الجديد في تريبيكا، 116 شارع تشامبرز، الطابق الثاني (بين شارع تشيرش وشارع دبليو برودواي). يتيح هذا العرض للمشاهدينن أن يقفوا إلى صفّ الوحوش ويعايشوا رؤيتهم.
يسلط «فريكس» الضوء على صدى الذاكرة في سياق اللحظات الحدّية والعتبية. هو تذكير رقيق بأن الفن يمكن أن يكون مبتهجًا وتأمليًا في آنٍ واحد: بسيطًا لكنه متعدد الطبقات، لحظة للتوقّف، وربما فرصة للبدء من جديد بفضولٍ متجدّد وروحٍ مرحة.
المشهد الختامي للفيلم — وليمة الزواج، وهتاف المجموعة «نحن نقبلها!» والعنف الجزائي الذي تمارسه الفرقة — يعمل كقوله أخلاقي وأيديولوجي مركز. عبر اختزال المحاور الأساسية للفيلم في انفجار طقوسي واحد من الحكم الجماعي، يضع براونينغ المشاهد في طريق مسدود أخلاقي: هل يُقرأ المشهد كعدالة انتقامية؟ كفورة جماعية ووحشية؟ أم كمزيج مقلق بين الاثنين؟
التفكير في كيفية اشتغال هذا المعرض والأعمال المعروضة، وفي البرنامج الذي بنته غاليري جي آر عبر السنوات، يعني أن ننظر إلى الوحوش أو الشخصيات الجديدة ليس كأعداء بل كأعماق تستحق التقدير. أفقٌ جديد، وهم على جانبنا.
— إيفان بريكو