مجلة جوكستابوز برايان روجرز — «خزائن» معرض مونيا رووي، نيويورك

يسرّ معرض مونيا روي أن يعلن عن «الملابِسون»، معرض فردي يضم لوحات جديدة للفنان برايان روجرز. تستلهم الأعمال في هذا العرض معظمها من روتين الفنان اليومي وأنشطته الترفيهية، حيث يظهر الأبطال — مزيج مركب من الرجال في حياة الفنان وخياله وصوره الذاتية — داخل بيئات منزلية متنوِّعة. تتحوّل هذه الدّاخلات في زواياها ومناظيرها، وتُعيد صياغتها لوحة بألوان دافئة تقارب ألوان الطبيعة والعالم الخارجي. ويحمل عنوان المعرض دلالة مزدوجة: الفعل اليومي للارتداء كإشارة إلى الزيّ والعرض والأداء، وفي الوقت نفسه كمصطلح يشير إلى الأشياء المألوفة داخل المساحة المنزلية.

يستمر روجرز في توظيف نقوشه المميّزة المتأثرة بالآرت ديكو والآرت نوفو والفن الشعبي؛ إلا أنّه هنا يدمج بين المناظر الطبيعيّة والداخليات فتتشابك الحدود أحياناً ويصعب تمييز بداية كلٍّ وانتهائه. وتبرز لعبة الضوء والظل كعنصر محوري في هذه المجموعة من اللوحات، فتستحضر أجواء «فيلم نوار» كئيبة: رجال وحيدون يختبئون في ظلال الأبواب، بينما تعكس المرايا حالات تأمّل عميقًا تفصح عن اضطرابات داخلية، رغبات أو مخاوف مترقّبة.

تستند الشخصيات إلى حساسية كويرية تحتفي بالبذخة والضروب الهوميوروثية من الوضعيات، وهي مشبعة بتوتر جنسي كامِن يستكشف مفاهيم الهوية والداخلية. وفي الوقت نفسه تُلمّح الأعمال إلى رتابة الطقوس اليومية وعبء التكرار، مما يوحي بشوق أو عدم رضا دفين. كثيراً ما يصوّر روجرز شخصياته المركزية محشورة في مساحات ضيقة ومقفلة، بأذرع وأرجل ممتدّة حتى حافة اللوحة كما لو أنّها تحاول أن تتسع لمكان لا يسعها؛ تحمل هذه المساحات المقفلة والتركيبات الجامدة وزناً نفسياً واضحاً وتبعث إحساساً بالعزلة. يذكّرنا روجرز بمدى صغرنا أمام العالم الخارجي وبيئتنا المحيطة والهويه التي نشكلها ونحملها.

يقرأ  غُرَفُ منتصفِ اللَّيلفنّ ماثيو بالادينو

أضف تعليق