مجلة جوكستابوز: تشاد هاسيغاوا يلتقط «مشهد المطاردة»

يسر معرض غود ماذر أن يقدم «مشهد المطاردة»، معرضًا فرديًا للوحات جديدة للفنان المقيم في سان فرانسيسكو تشاد هاسيغاوا، والمعروض حتى ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٥. معروف بتجريده الجريء الذي يدمج الدقة مع الشدّة، يقحم هاسيغاوا مبدأ المينيمالية الحادة في حوار مع الجوّ والعاطفة والحركة. في «مشهد المطاردة» يحوّل الرسم إلى استكشاف للزخم ذاته، حيث تتبدّل الألوان والأشكال إلى تأملات في المطاردة والتعليق والتحرّر.

يرسم هاسيغاوا مفارقة السرعة حيث يشتعل السكون ويحبس الحركة أنفاسها. تنتقل أعماله الجديدة إلى ما وراء الهندسة إلى تضاريس نفسية؛ فطيات اللون تتكشف كحقول جوية، بينما تترسّخ القصّات الحادة كأنها مونتاج سينمائي. اللوحات توحي بأضواء المصابيح الأمامية أو أنفاق أو أقواس معمارية دون أن تستقرّ في صورة محددة. تبقى عناصرها أساسية—مسحات ضوئية، قصّات ظل مفاجئة، أسطح تشتعل أو تتفكّك. ومن خلال هذا الخطاب يستكشف هاسيغاوا التوتر بين العجلة والهدوء، بين الفعل والتأمل، بين نار الحركة وطمأنينة السكون.

ولد في هونولولو، هاواي، ويحمل معه حساسية مراهقة لم يتخلّ عنها، وحاجة إلى الوصولية تجعل حتى أقسى تجريده مفتوحًا ومباشرًا. لوحاته ترفض الغموض؛ بل هي دعوات إلى المزاج والإحساس، تجارب تشعل دون تفسير. يتعايش هذا الانفتاح مع الانضباط، فتنشأ أعمال تحترق بالتوتّر لكنها تلين إلى سكون تأملي.

يعاند «مشهد المطاردة» الحلول السريعة. المعرض مُصاغ كسلسلة، كوريوغرافيا للإدراك حيث يعيد كل عمل معايرة الإيقاع والمزاج. ما يظهر هنا هو التجريد كما يُعاش؛ المعنى لا يُصوّر بل يُطارد، لا يُقدّم بل يُكتَشَف. يؤكد هاسيغاوا أن اللوحة قادرة على احتواء الاحتراق والسكون معًا، وأن الحياد في التجريد أسطورة. المطاردة ليست خارجية بل داخلية، والوقوف أمام هذه الأعمال يعني الشعور بالحركة متجسدة والزمن محتبس للحظة.

يقرأ  مجلة جوكستابوز — بابلو بنزو: «رحّالة عبر الزمن وانعطافات هشة أخرى» — ذا هول، نيويورك

أضف تعليق