مجلة جوكستابوز جانيت موندت — «لوحات الطلاق» معرض كومباني، نيويورك

يسر معرض Company Gallery أن يعلن عن «لوحات الطلاق»، المعرض الفردي الثالث للفنانة جانيت موندت مع المعرض. في الآونة الأخيرة شهدت ممارسة موندت تحوّلاً حاسماً، اصبحت الحياة الماديةّ للّوحة في صميم اهتمامها. مواجهةً لما تراه تآكلاً في الذاكرة التاريخية الجماعية، أعادت موندت التواصل مع الأصناف الكنسية التقليدية — اللوحة الطبيعية، الطبيعة الصامتة، الشكل البشري، ومؤخراً التجريد — كأوتاد بنيوية تُستخدم لطرح سؤال بسيط ولكنه عميق: كيف يمكن أن يظلُّ شكل موروث حاملاً لصدى الحياة المعاصرة؟ وعلى الرغم من وعيها بما قد يبدو تقليدياً، تحرّكها قناعة بأن هذه الأُطر لا تزال قادرة على احتواء توترات وغموض اللحظة الراهنة.

في إحدى السلاسل المعروضة، تُحيل لوحة بول سزان «أوليمبيا الحديثة» (حوالي 1873–1874) كنقطة محورية؛ فالشخصية المتقلبة فيها تعود وتتكرر عبر قطع، متكسرة ومعاد تركيبها عبر رقصيةٍ من النقل والضغط والمحو. وبالتوازي تظهر مجموعة ثانية تستقي مادتها من الملصق الترويجي لفيلم American Beauty (1999)، بصورته الشهيرة لامرأة عارية مطمورة داخل فراشٍ من الورود. التركيبة، بلحمها المضيء وحلق الورود المحيط، تكتسب شحنة شبه مسيحية، تقرب بين المسوح المقدسة والمدنسة فتنتج صورة واحدة مغرية ومثيرة.

تتراكم الألوان الرومانسية الكثيفة عبر المعرض في طبقات ملموسة متشابكة تُذكّر بقوة التعبير لدى جون ميتشل وتجارب المادة لدى سام جيليام. على نحو خاص، قدّم عمل Gilliam «Whirlirama» (1970) نموذجاً لتأثير البصمات الشبحية الناتجة عن سحب البلاستيك عن صبغاتٍ مبتلة؛ وهو نموذج استلهمته موندت في لعبتها بين الانكشاف والإخفاء. من خلال إيقاع متكرر للتحوّل وإعادة الظهور، تختبر قدرة اللوحة على تسجيل الحركة والمدة، محوِّلة السطح إلى موقع تراكمٍ مشحون حيث يلتقي القصد بالصدفة، ويُحفظ كل فعل كطبقة في جلد العمل.

تطفو شخصيات موندت على حافة الإدراك، تتحول وتنهار باستمرار ضمن نظام لولبي تتراقص فيه الظهورات، تتكاثر وتتحوّل من كانفاس إلى آخر. تقلباتها تعكس الطريقة التي نصادف بها الماضي اليوم—لا كسردٍ متكامل بل على شكل سيلٍ من الصور الهشة، تُعاد كتابتها وتُعاد تدويرها بلا نهاية. ما كان يبدو ثابتاً صار يتصرّف كخلاصة تغذية إخبارية قادرة على إعادة كتابة نفسها مع كل ظهور. وفي هذا المناخ يصبح الجسد الأنثوي معبراً ومَركَباً لهذه اللاتوازنات؛ يتم تكسيره، إعادة تأطيره، وإعادة تفسير صورته داخل قنوات تختلط فيها الحقيقة والاختلاق باستمرار.

يقرأ  مجلة جوكستابوز — «لوحات مصغرة» لمارتي شناپف في غاليري بيروتان، هونغ كونغ

تتبع الروايات التاريخية مساراً مماثلاً، تتحوّل مع كل إعادة رواية حتى تبدأ حدودها بالتمويه. لوحات موندت لا تُعيد بناء هذه الانقطاعات ولا توضحها؛ بل تمتصها، وتسمح للتشويهات أن تتراكم على أسطحها كسِماد. فاللوحة، ذلك الوسيط الذي يُستهان به أحياناً بوصفه جامداً، تكشف هنا عن حساسية فريدة لفوضى الحاضر: بطؤها يردّ على سرعة التوزيع الخوارزمي، وعمقها المادي يقاوم الأسطح الناعمة للشاشات. بدلاً من أن تعد باليقين، تعرض الاضطراب في العلن وتجعله مرئياً، فتوجه النظر إلى إمكانيات التعايش مع عدم الاستقرار بدلاً من إنكاره.

أضف تعليق