يسر صالة بيلار كوررياس أن تقدّم معرضاً فردياً بعنوان «ضد الطبيعة» يضم أعمالاً جديدة للفنانة جورج ويلسون، وهو أول تعاون لها مع الصالة منذ الإعلان عن تمثيلها في وقت سابق من هذا العام، ويتابع عرضها المؤسسي الافتتاحي في جوبِتر آرتلاند. انها لحظة فاصلة في مسارها الإبداعي تجمع بين الاستمرار والتجديد.
في «ضد الطبيعة» تواصل ويلسون رسم ما يمكن تسميته بـ«الشبه الرعوي»؛ نسخة غريبة وموازية من الريف البريطاني تختلط فيها الحقيقة بالخيال، حيث تقطن المخلوقات البرية عالماً وهمياً يخلو من أثر الإنسان. تركز هذه السلسلة الجديدة من اللوحات على أنواع نباتية سامة وبدايات فصل الشتاء، مستكشفةً الجوانب الأكثر رهبةً في الطبيعة ولحظات يصبح فيها المشهد نفسه تهديداً لسكانه.
تبحث الأعمال في الفولكلور والاستخدامات التاريخية للنباتات السامة غير المزروعة — أنواع تنمو بوفرة عبر أرجاء المملكة المتحدة، مثل الهيبن وتفاح الشوك والباذنجان الليلي — والتي تحمل تاريخاً طويلاً في الطب الشعبي والطب الحديث رغم أن هذا التاريخ غالباً ما يُنسى. استناداً إلى نصوص تاريخية عن النباتات السامة، تسلّط ويلسون الضوء على تآكل المعرفة النباتية في بريطانيا، عملية بدأت مبكراً في القرن الخامس عشر مع تقسيم الأراضي العامة واندفاع التصنيع.
في لوحاتها تصير هذه النباتات شخصيات محورية: فذات حضورٍ فاتن وشرس في آن واحد. ولا تزال المخلوقات التي تملأ الأرض حاضرة، لكن بدرجة أقل مما كان عليه في أعمال سابقة، متربصةً في الظلال. وبفضل انخفاض التباين تبدو اللوحات مطالِبةً للمشاهد بأن يأخذ وقته ليفكّك التفاصيل الدقيقة، مما يثير إحساساً بالمجهول يعكس تراجع معرفة الإنسان بالعالم الطبيعي. عند ويلسون تمثل النباتات السامة عنصراً نادراً من الخطر ضمن المشهد الإنجليزي، شكلٌ من أشكال دفاع الطبيعة. ومن خلال بحثها في أشكال المعرفة المفقودة، تستكشف الفنانة كيف أن السمّ، بالجرعة والمعرفة المناسبتين، قد يتحوّل إلى دواء. تحتضن هذه الأعمال غرابة وسحرًا هادئًا لِمَشهدٍ يَكْمُرُّ صوب الظلام عند تقلب الفصول، فتمنح اللحظة إحساساً بالتوق والرهبة معاً.