مجلة جوكستابوز — لوتي كايزر «مقام الوجود» معرض كريستين هيلليجرد، برلين

مقاعد البار، كرسي إيمز، مقعد الطائرة، مرحاض، قدر التدريب. المعرض الفردي الأول لوتي كايزر بعنوان Position of Being، في Kristin Hjellegjerde — برلين، يستقصي معنى احتلال المساحة وكيف تشكّل المواقف التي نتخذها، حرفياً ومجازياً، إحساسنا بالذات.

كل لوحة تصور الكرسي ليس كمجرد تجسيد لشيء أو مكان محدد، بل كذاكرة عاطفية. تتكشف هذه اللحظات ضمن لوحة ألوان حية تبدو متقاطعة بين الطراز الرجعي والمستقبلي، فتخلق فضاءً ينهار فيه الزمن على نفسه. في لوحة Boundless Behaviour، نحدق في مقعد البار المشقوق والمتهالك الذي قضت عليه كايزر جزءاً كبيراً من شبابها. تذكّرنا الألوان النيونية الزرقاء والبنفسجية بأجواء الأندية وبجمالية التسعينيات، في حين يُحدث منظور عين السمكة تأثيراً مزعجاً قريباً من الدوار؛ يحاكي حالة السكر ويشوّه فهمنا للمساحة في آنٍ واحد. هنا، كما في لوحات أخرى داخل المعرض، تنظر كايزر للعائد إليها وهي في طور البلوغ البالغ إلى زمن بدا لها كـ«فقاعة لحظة» لكنه لا يزال يتردد صداه في الحاضر. هذا البار هو المكان الذي شعرت فيه بأن كل شيء ممكن — وفعلاً حدث. هناك شربت كثيراً، اتخذت قرارات سيئة وأخرى جيدة، وهناك التقت بزوجها وأب طفلها.

ثمة وجع حنيني في ذلك الضوء الأزرق المستمر، وربما همسة ندم، لكن تحويل كرسي البار إلى شخص — كبديل عن الفنانة نفسها — عمل تحدي بالمعنى الصريح. إنها ترفع إصبعين في وجه كل من قد يصف الجلوس في بار بأنه «إضاعة للوقت» (الوالدان، ربما) أو أن الزمن المقضى هناك لم يكن ذا أهمية. نرى نفس التمرد في تصويرها للمرحاض والقدر التدريبي — أشياء تاريخياً جُرّدَت من حضورها في اللوحات رغم شيوعها في حياتنا. ثمة روح فكاهية واعية في هذه الأعمال، وتلعب على مفاهيم السلطة، لكنها سياسية أيضاً: تكشف كايزر عن فوضى الواقع اليومي، عن تجربة السكن بالجسد البشري، وعن العمل المُقلَّل من قيمته المتمثل في تربية الأولاد.

يقرأ  مجلة Juxtapozدوائر السردفانيسا غاروود في سيم سميث — لندن

تتحدّث الأسطح الملمسية في لوحات كايزر كذلك عن تجسّد الذكريات، عن كيفية عيشها تحت الجلد. تقدم لوحة I was here before you منظوراً طفولياً لكرسي بذراعين بنفسجي وساقي قط أحمر ممدودتين. المشهد مستوحى من بيت جدتها الذي كان مكلّلاً بقطع مصممة ومأهولاً بقطتين متسلّطتين منعتاها من ملامستهما خشية الخدش. يُلتقط هذا التوتر — بين محبة الجدة وخوفها من القطتين — في التباين بين سطح الكرسي الفاخر الذي يلمع في الضوء كغنيمة ومخالب القط الملتفة والمتخفية لكنها حاضرة. مرة أخرى، تستخدم اللوحة تفاصيل سريالية لتحقيق أثر فكاهي، لكنها في سياق المعرض تتوسع لتتحدث عن صراع إنساني أوسع للعثور على مكان أو التمسك به؛ تسائل كيف نفهم مواقع السلطة وكيف نمنح الأشياء دلالة. إذا اعتبرنا الكرسي بديلاً عن الفنانة، فالقط هنا ينزع مكانتها حرفياً — لكن من يفرض التسلسل الهرمي؟ من هو «أنا» العنوان؟ كما هو مُتكرر في ممارسة كايزر، ثمة وعي حاد بالعلاقة المشوّهة بين ما صنعه الإنسان والعالم الطبيعي.

سهل أن تغوص في ألوان الديسكو الزاهية والمزاج الحلمي لهذه اللوحات، لكنها تكافئ الانتباه الأعمق. مثل كلمات قصة قصيرة جيدة، كل ضربة فرشاة تؤدي غرضاً، تماماً كما أن كل كرسي نجلس عليه وكل لحضة نمر بها تساهم في فهمنا الفريد والمتبدل للعالم.

أضف تعليق