مجلة جوكستابوز — ويليام شايبل و«قلب أمريكا»

يسعد معرض موران موران أن يقدم هارتلاند، المعرض الفردي لاول للفنان ويليام شايبل في لوس أنجلوس. متجذّر في قلب الغرب الأوسط الأمريكي، يجمع “هارتلاند” بين العنصر السريالي واليومي في سلسلة جديدة من اللوحات التي أنجزها الفنان داخل كراج عائلته وسط منظر ريفي مركزي في ولاية أيوا حيث يقيم ويعمل. يستمد المعرض اسمه من مصطلح «الهارتلاند» الذي صاغه الجغرافي البريطاني سير هالفورد ماكيندر لوصف النواة الخصبة لوسط أوراسيا — تلك المنطقة التي اعتبرها مفتاحًا للهيمنة العالمية. ومن هذا المفهوم استمدت العقائد القومية تعريفاتها الخاصة لـ«القلب» أو المركز؛ مراكز تُتصوَّر كمسارات تجمع الهوية والسلطة. وللولايات المتحدة، لطالما مثل الغرب الأوسط رمزًا من هذا النوع، مُأسطَرًا عبر مثل جيفرسوني للزراعة وصورنته لاحقًا تحت قوى التصنيع والعولمة. في هذه المساحة المتوتِّرة، يستقصي شايبل التوتّر بين السياسي والبدوي، مُعيدًا تشكيل صور الغرب الأوسط المألوفة إلى مشاهد تكاد تلامس السريالية، كاشفًا الأساطير التي تصوغ فهمنا لهذه المنطقة.

تملأ لوحات شايبل مشاهد مصوغة بحكايات لا حسم لها: إخوة يتصارعون، كعكات منحوتة على هيئة كلاب، حقول زراعية، وشخصيات تكتنفها النظرات الخفية. هذه الطاولات الريفية — التي تبدو في آن واحد حالمة ومزعجة — تعكس صدق جدة موزس بينما تستدعي الضجر الحسي عند غرانت وود. ما يبدو للوهلة الأولى صحيًا أو عاطفيًا يتكشف تدريجيًا ليكشف عن طبقات أعقد: بورتريهات لصدمة موروثة، وممارسات رقابية، وضوابط مبطنة، مصوّرة بميل يجمع بين الحنان والنقد.

ومع ذلك، كما كان حال أسلافه في القرن التاسع عشر، ينبض في “هارتلاند” قلب صادق. تتحدث لوحاته عن أواصر متينة من الأسرة والمجتمع والرعاية. مثل القلب المادي الذي يغذي أمة، تقدم هذه الأعمال غذاءً ثقافياً — فضاء يمكن للمشاهدين فيه أن يجدوا شظايا من قصصهم ضمن رؤية الفنان. عبر “هارتلاند” يحوّل شايبل الحميمي واليومي إلى تأمّل في الذاكرة والانتماء وتناقضات التجربة الأمريكية.

يقرأ  لمشروع «أوست» — استوديو كابيم يبتكر مفهوم شمعة ريترو‑مستقبلي

أضف تعليق