مجلة جوكستابوز │ عمر رشيد — عصر الشمولية (الجزء الثالث) تيواني المعاصر، لندن

يقدّم الفنان المتوَّج بالتقدير عمر رشيد، المعروف أيضاً باسم Frohawk Two Feathers، الجزء الثالث من سلسلة سردية طموحة مكوَّنة من اثني عشر جزءاً بعنوان “عصر الشمولية” في معرض تيوني كونتمبوراري. الفصل الجديد، المعنون “الحروب الأهلية والحروب الهمجية (انظر: القوة)”، يواصل إعادة صياغة رشيد لتاريخ العالم عبر بُنية خيالية غنية صنعها بنفسه: إمبراطورية فرينغليش.

في هذا الجزء يوجّه رشيد بصره نحو المراحل المبكّرة من حروب نابليون، مصفّياً الحدث عبر مزجه المميّز بين الخيال التاريخي، وإيقاعات الهيب-هوب، والتعليق على الثقافة الشعبية. تتوزّع أحداثه بين جنوة، وكيب تاون (المعاد ابتكارها باسم فرانسيساباد ديل سود)، وغوا، وهونغ كونغ، وترافالغار (قادس، إسبانيا)، حيث تتتبّع اللوحات والمشاهد مآثر الأميرال اللورد أونوريه نيلسن—قائد بحري مزوّد بزخارف وساماته يخدم المجلس الثوري.

رغم أن سمعة نيلسن كتكتيكي بارع تسبقه، فإن دوره الحقيقي يقع عند مفترق أخلاقي: محرر وقاطع طرق في آن واحد. أسطوله البحري، الذي يمثّل المصالح التجارية لشركتي فرينغليش للهند الشرقية والغربية، يفرض النفوذ بدقّة قاسية—يدمّر كل من يقاوم. يستقصي رشيد هذه الثنائية، كاشفاً التناقضات بين مثُل الثورة وطموحات الإمبراطورية، بين حريةٍ موعودة وهيمنةٍ قاهرة.

مع انحدار ما سُمّي بـ”الحروب الحضارية” في أوروبا إلى ما اعتبر “حروباً همجية” في بقية العالم، يظهر عامل تكنولوجي جديد: صاروخ ميسور. طوّر في جنوب آسيا ثم كرّرته أوروبا على يد العقيد “بورنا بيل” كونغريف؛ فصار هذا السلاح استعارةً لانتشار العنف والابتكار والإمبراطورية بوتيرة متسارعة.

من خلال رسوم متقنة ولوحات سردية مشبعة بالفطنة والإيقاع وإعادة تركيبٍ تاريخي، يكشف رشيد كيف تتحلل أعلى شعارات الحرية والمساواة إلى فتوحاتٍ وسيطرة. عالمه يحترق بلونٍ قرمزي لامع—استعارة حية لدورات السلطة التي تشكّل ماضينا وحاضرنا.

بـ”الحروب الأهلية والحروب الهمجية (انظر: القوة)” يواصل عمر رشيد توسيع ميثولوجيا معقّدة عن المقاومة والإمبراطورية، ناسجاً بين العالَمِيّ والشخصي، وبين الحقيقى والخيالي، سرداً بصرياً فريداً يأسر النظر والفكر.

يقرأ  إعلان تفاصيل معارض فرايز لندن وفرايز ماسترز لعام ٢٠٢٥

أضف تعليق