يسرّ هارمن بروجكتس أن تعلن عن «تباينات»، معرض منفرد يقدّم أعمالاً جديدة للفنان المقيم في تورونتو كريس أوستن. معروف بلوحاته الحالمة التي تُصوّر الحيوانات البرية وهي تتجوّل بطريقة زمنية غير متوافقة داخل سياقات ضاحية وحضرية، يبني أوستن في هذه المجموعة الأخيرة على لغته البصرية السريالية الفريدة. ويشكّل هذا العرض العرض المنفرد الثاني للفنان مع الجهة المنظمة، وهو أوّل معرض منفرد له في سان فرانسسكو.
تستكشف أعمال أوستن مفترق السرد والاستعارة. في «تباينات» تنساب الكائنات البحرية بهدوء عبر تضاريس مألوفة لكنها تنطوي على تهديدٍ غامض: شوارع مغطاة بالثلج، تقاطعات خافتة الإضاءة، وأحياء هادئة تحت نور مصابيح الصوديوم. هذه التجاورات المستبعدة تثير القلق وتستدعي، فتدفع المشاهد إلى مواجهة إحساسه بالاغتراب وفي الوقت نفسه تُوقِد خياله وتمنحه متعة بصرية. مطلية بألوان غنية وإضاءة سينمائية، توحي الأعمال بتوترٍ سينمائي يذكر بمشاهد الغسق لإدوارد هوبر («بيت عند الغسق»، 1935) وبالسريالية الفكرية لرينيه ماغريت («إقليم أرنهايم»، 1962).
في جوهر ممارسة أوستن تكمن أسطورة شخصية تنبثق من تجاربه الذاتية العميقة. يصف الفنان أبطالَه البحرية بأنهم «مرتكزات رمزية» مستمدة من طفولته، تمثل لحظات وذكريات تجمع بين الفوضى والصفاء. تصبح الكائنات البحرية، على نحو خاص، استعارةً متكررة للوعي الأعلى ولملاذٍ عاطفي. المشاهد التي يرسمها أقلُّ ما تكون تجسيدًا لتعايش حرفيّ للعوالم، وأكثر تجسيدًا لرحلة في تضاريس نفسية مجردة: لحظات من السكون والهدوء تظهر في أعقاب التنافر والاغتراب.