مرآة مشوّهة: حين يلتقي الشعر والتصميم والمنظور في مزادٍ لدعم رعاية مرضى السرطان بالخدمة الصحية الوطنية

مرآة مشوّهة بارتفاع مترين، مستوحاة من أحد أشهر المعابر النهرية في لندن، ستُعرض في مزاد هذا الشهر، وهي لا تجذب الأنظار فحسب، بل تثير فضولًا أعمق أيضًا.

العمل المعنون «التحويل» صنعه كاتب العلامات التجارية نيك كارسن بتعاون مع شركتي التصميم NB Studio وSEA، وهو جزء من مشروع 26 Bridges الذي نظمته جمعية الكتّاب 26 لصالح مهرجان بلومزبري 2025. سيعرض القطعة في مزادٍ يوم 16 أكتوبر، وستذهب عائداته لتمويل ممرضة تخصصية إكلينيكية لمرضى سرطان الجلد في مستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH). العمل سيُشحن ويُعرض ايضا فى مناسبات عرضية قبل المزاد، ومن بينها مؤتمر Wordstock في 18 أكتوبر بـConway Hall.

من النظرة الأولى تبدو «التحويل» قطعة بارزة بحد ذاتها. المرآة المفصّلة بطلب خاص يبلغ طولها 200 سم، صُنعت في فرنسا على يد جوليان فيدام من دار Vidame Éditions. لكن ما يميزها حقًا هو النص المكتوب عليها وكيف يتصرف هذا النص مع المشاهد.

في وسط المرآة نقش شعري قابل للقراءة من الجهتين—قصيدة باليد ذات طابع متناظِر تُغيّر معناها بحسب اتجاه القراءة. كلمات دالّة مثل «الفضيلة/الرذيلة»، «الرؤية»، «الإلهام»، و«الإلهي» تتحوّل بين القدسي والمدني، فتجسّد التحوّل التاريخي والثقافي للمنطقة المحيطة بجسر الألفية، المكان الذي استُلهم منه العمل.

«العنوان يعمل على مستويات متعددة» يقول نيك. «هناك التحوّل الديني—من الكاثوليكية إلى البروتستانتية—ثم التجربة الروحية الفردية. وهناك تحويلات معمارية، مثل تحول محطة طاقة بانكسايد إلى متحف تايت مودرن، فضلاً عن التحول الأشمل لمنطقة بانكسايد من معقل للفساد إلى مركز ثقافي.»

تشير تشوّهات المرآة المرحة إلى اللقب الأصلي للجسر (“الجسر المتمايل”)، كما أن تنضيد الحروف نفسه يحاكي مجرى نهر التايمز، مع مجرى متعرج يمتد على طول وسط النص. وبسبب سطح المرآة غير المستوي لم تكن الطباعة بالشاشة التقليدية خيارًا ممكنًا؛ لذا عملت شركة الطباعة الفينيلية Omni Colour بعناية على تطبيق الحروف بطلاء فضّي غير لامع، مما منح القصيدة جودة سائلة وانعكاسية.

يقرأ  فوز زعيم المعارضة في سيشل بالانتخابات الرئاسية

لم يكن تعاون نيك مع الاستوديوهين مصادفة: فكلّ من SEA وNB Studio يقعان على مسافة متساوية من جسر الألفية على ضفتين متقابلتين للنهر، ما خلق تماثلًا جغرافيًا أنيقًا يعكس الازدواجية التي يستكشفها النص. «المشروع يدور حول الاتصال وتحويل وجهات النظر» يقول برايان إدموندسون، المدير الإبداعي في SEA. «تذكير بأن المعنى ليس ثابتًا—بل يعتمد على موقعك ونقطة وقوفك.»

يوافقه ألان داي، المدير الإبداعي في NB Studio: «استمتعنا بتحدي تحويل فكرة شعرية إلى قطعة مادية. التشوّهات، الطباعة، حتى عملية الإنتاج كلها صارت جزءًا من الاستعارة.»

«التحويل» هو واحد من 26 عملاً فنيًا كُلفت ضمن مبادرة 26 Bridges، كل واحد نتج عن شراكة بين كاتب وفنان بصري أو مصمم، مع تخصيص كل عمل لأحد معابر نهر التايمز في لندن. انطلق المشروع مع مسيرة Great London Bridges في سبتمبر 2024، التي جمعت تمويلًا كافيًا لدعم ممرضة إكلينيكية متخصصة في Cotton Rooms التابعة لـUCLH. يهدف مزاد هذا العام إلى تأمين تمويل لسنة ثانية من هذا الدور الحيوي، لدعم المرضى أثناء انتقالهم من تشخيص المرض إلى مراحل العلاج.

المزاد متاح بالفعل إلكترونيًا ويبلغ ذروته بفعالية مباشرة مُبثّة يوم 16 أكتوبر. ولمن يرغب بمشاهدة «التحويل» بشكل مباشر، ستُعرض القطعة أيضاً خلال مؤتمر Wordstock السنوي لـ26 في 18 أكتوبر بـConway Hall.

بالنسبة إلى نيك، الصحفي السابق المتخصص في التصميم والذي تحوّل إلى كاتب علامات تجارية، يجمع المشروع بين عالمين: الإبداع والتأثير العملي. «المسألة لا تقتصر على استخدام الكلمات والتصميم لإثارة الفكر فحسب، بل لإحداث خير ملموس» يقول.

سواء قرأت القصيدة من اليسار إلى اليمين أو بالعكس، بصفتها قدسية أم دنيوية، فإن «التحويل» يقدم تذكرة شعرية بقوة المنظور وكيف يمكن للإبداع أن يجسر الفجوات—سواء كانت حرفية أم مجازية—في خدمة هدف أعظم.

يقرأ  الائتلاف المناخي للمعارض وفريز لندن يتعاونان في مبادرة «١٠٪ من»

أضف تعليق