عمل بارز في جلسة المزاد المسائي لأعمال القرن العشرين لدى دار كريستيز في نيويورك، المقرّر في نوفمبر، سيكون لوحة ديفيد هوكني “كريستوفر إيشروود ودون باتشاردي” (1968)، بورتريه مزدوج للكاتب الإنجليزي الشهير وشريكه الفنان الأمريكي داخل منزلهما في سانتا مونيك، كاليفورنيا.
هذا العمل هو الأول من بين سبعة بورتريهات مزدوجة أنجزها هوكني، منها لوحة عام 1972 “صورة لفنان (المسبح مع شخصين)” التي سجّلت رقماً قياسياً لأعلى سعر لعمل لفنان حي عندما بيعت مقابل 90.3 مليون دولار في 2018، ولوحة “هنري جيلدزاهلر وكريستوفر سكوت” (1969) التي بيعت مقابل 49.5 مليون دولار في 2019.
مقالات ذات صلة
لم تعلن دار كريستيز تقديراً رسمياً لسعر لوحة “كريستوفر إيشروود ودون باتشاردي”، التي عرضت أيضاً ضمن “ديفيد هوكني 25” في فونداسيون لويس فوتيون بباريس، التي افتتحت في أبريل الماضي وأُغلقت الشهر المنصرم، وكذلك في معرض هوكني 2017–2018 الذي انطلق في تيت بريتانيا وانتقل إلى مركز بومبيدو والمتحف المتروبوليتان للفنون.
في تصريح أشار فيه نورمان روزنثال إلى بورتريهات هوكني “الواقعية” (التي تضمّ أيضاً صور فريد ومارجيا وايزمان؛ وجيلدزاهلر وسكوت؛ والمصممَين أوسي كلارك وسيليا بيرتويل مع قطّهما بيرسي)، قال: «كل هذه اللوحات تفوح بروح كاليفورنيا لدى ديفيد هوكني، حتى وإن كان المشهدان فيها فعلاً يقعان في نيويورك ولندن. كلها صور لأشخاص ضمن مجتمعٍ ذا رونق ثقافي، أصدقاء الفنان، في بيئاتهم الخاصة، وفوق كل شيء ثمة دائماً إحساس فريد بالضوء المصوَّر.»
قالت كاثارين أرنولد، نائبة رئيس قسم فنون القرنين العشرين والحادي والعشرين ورئيسة قِسم الفن ما بعد الحرب والمعاصر في أوربا لدى كريستيز لندن، إن اللوحة «تمثّل لحظة محورية في مسيرته، إذ تجمع بين الاستكشاف الدقيق لعلاقة الموضوعين الشخصية وبين استخدامه الثوري للمساحة، وخطوط البصر، والسطح. هندسة العمل المتأنية — التي تستحضر الأيقونية الممثلة والمصوغة كما عند فنّانين عصر النهضة المبكرة أمثال بييرو ديلا فرانشيسكا، الذين درسهم هوكني إلى جانب كثيرين في المعرض الوطني بلندن — تعكس كذلك السياق الفني للتقليلية الأمريكية في ستينيات القرن العشرين.»
تُعدّ لوحة “كريستوفر إيشروود ودون باتشاردي” بارزة أيضاً لتمثيلها ما وصفه الكاتب مايكل سيريغليانو الثاني بـ«الحسّ الحميم للمثلية» في قطعة نشرها على موقع المتحف المتروبوليتان تزامناً مع معرض هوكني هناك عام 2018. كتب سيريغليانو: «بينما تصبح تركيبة اللوحة منظوراً مؤسسياً لدى هوكني — مثلثية بين الشخصين والمشاهد، مع شخصية تواجه المشاهد وأخرى تُعرض في ملف جانبي صارخ — يمثل موضوعا البورتريه بعداً جديداً للانفتاح غير المبرَّر الذي يطغى على أعمال هوكني: الزوجان المصوَّران هنا كانا صريحين بلا اعتذار في صدق علاقتهما المثلية وانفتاحها، وهو إنجاز جريء في أمريكا المحافظة منتصف القرن.»
الزوجان هما أيضاً موضوع كتاب بعنوان The Animals: Love Letters Between Christopher Isherwood and Don Bachardy، صدر عام 2014 عن دار فارار، ستراوس وجيرو.