أصدرَت تايلور سويفت ألبوماً جديداً بعنوان The Life of a Showgirl، ويضمّ أغنية تستلهم سردية مألوفة ومأساوية تناولها الفنانون والكتّاب عبر العصور.
المقطوعة الأولى في الألبوم، المعنونة «مصير أوفيليا»، تشير إلى الشخصية التي تنتهي بمأساة في مسرحية هاملت لويليام شكسبير. في النص الكلاسيكي، يقتل هاملت والد أوفيليا عن غير قصد، فتتفكك علاقتها بحبيبها وتغمرها الغمّ إلى حدّ أن تُفضي في النهاية إلى الغرق.
لم تُلهم هذه الحكاية سويفت فحسب، بل أثّرت في عدد لا يحصى من المبدعين منذ نشرها الأوّل عام 1623. من الأمثلة البارزة لوحة جون إيفريت ميليز «أوفيليا» (1851–52)، التي تصوّر الشخصية وهي تُنشد في لحظات ما قبل موتها في جدول ريفي. تحضر اللوحة في سياق المدرسة ما قبل الرافائيلية بقراءاتها الرومانسية والمتعدّدة لآلام الأنثى، حيث يرتبط كلّ نوع من الأزهار بفضيلة محددة في عصر الفيكتوريين.
متحف تيت، صاحب اللوحة والمعرض لها بانتظام في تيت بريتانيا بلندن، نشر هذه الصورة هذا الأسبوع ليُناقش ما وصفه شبكته بـ«المصير الحقيقي لأوفيليا»: موت عارضة النموذج، الفنانة إليزابيث سيدل، عام 1862 نتيجة جرعة زائدة من اللودانوم. (كانت الانتحار جريمة عندما توفيت سيدل، ولا تزال ظروف مماتها موضوع جدل.)
غلاف ألبوم سويفت، الذي يصوّرها بدورها طافية ورأسها يكاد يعلو سطح الماء، لاقى أيضاً مقارنات باللوحة المذكورة.
غير أن سويفت تستعيد رواية أوفيليا من زاوية مختلفة، متأثرة بعلاقتها الناجحة حتى الآن مع خطيبها اللاعب الأميركي ترافيس كيلس. في أغنية بوب مبهجة الإيقاع، توضّح المغنية في المقطع الأول: «ولو لم تأتِ من أجلي، لربما غرقتُ في الكآبة» — تشابهٌ واضح مع مأساة الشخصية الشكسبيرية.
في الكورس تُردّد سويفت: «في ليلة متأخرة / نبشتني من قبري / وأنقذت قلبي من مصير أوفيليا». ثمّ، وهي تعيد كتابة نهاية سعيدة لم تُمنح للشخصية في النص الأصلي، تغنّي: «إنها الليلة التي لم تنمِ منها وتحلمين بها / مصير أوفيليا».
في المقطع الثاني تمنحنا سويفت مزيداً من الخلفية عن تلك التي تخلّفت عن الحب، قبل أن تشير إلى تاريخها العاطفي العاصف قبل لقاءها مع كيلس. وفي الخاتمة تؤكّد أنها، بعد أن وجدت الحب معه، لن تلاقي أوفيليا مصيرها: «مصير أوفيليا / محجوز في ذاكرتي / وأنت وحدك تملك المفتاح / لا غرق ولا خديعة بعد الآن / كل ذلك لأنك أتيت من أجلي».
التحوّل الذي تطرحه «مصير أوفيليا» يستحضر استعادة مماثلة نفذتها سويفت سابقاً في أغنيتها عام 2008 «Love Story»، التي قلبت أيضاً مآساة شكسبير — في تلك المرة روميو وجولييت — إلى نهاية أكثر تفاؤلاً.