بعد ما يقارب سبع عشرة سنة من النشاط، أعلنت صالة العرض في سان فرانسيسكو Altman Siegel أنها ستتوقف عن العمل الشهر المقبل. وقد أصدرت المؤسسة كلوديا ألتمن-سيجل بيانًا أمس، في 15 أكتوبر، أشارت فيه صراحة إلى تدهور سوق الفن الحالي كسبب رئيسي للإغلاق.
كتبت ألتمن-سيجل أنها «اتخذت القرار الصعب بالإغلاق بدلًا من تقليص المساحة أو التراجع عن الالتزام بعرض أعمال فنية مفاهيمية لا تساوم»، موضحة أن موعد الإغلاق المقرر هو 22 نوفمبر، وأن هذا القرار وُخذ «بما يحمله من فخر وحزن في آن واحد».
وأضافت أن «سوق الفن قد يكون قاسياً ولا يرحم، لكن قلب هذا المشروع ظل دائمًا مدارَه الأفكار والمجتمع والفرح».
أسست كلوديا الصالة في 2009 بعد انتقالها إلى الساحل الغربي قادمة من نيويورك، وكانت قد قضت عقدًا من الزمن في العمل لدى Luhring Augustine حيث انتقلت تدريجيًا من موظفة أمن إلى منصب المشاركة في الإدارة.
خلال وجودها في وسط مدينة سان فرانسيسكو، نجحت Altman Siegel في بناء سمعة لافتة لعرض أعمال فنّانين في بدايات أو منتصف مساراتهم المهنية من منطقة الخليج ومن الخارج، من بينهم: شانون إبنر، لين هيرشمان ليسون، تريفور باجلن، كوآك، غرانت موني، وزاروحي عبدليان. وقد اشتهرت الصالة ببرمجتها المتنوعة التي احتضنت أشكالاً فنية جديدة إلى جانب الوسائط التقليدية — سمةٌ، بحسب القيّمة والمحررة المحلية ناتاشا بواس، تضع الصالة «في قلب أكثر الحوارات إلحاحًا الصادرة من خليج سان فرانسيسكو».
قالت بواس: «برامج مثل برامج Altman-Siegel لا توجد بكثافة في مدينتنا، وربما لم تعد موجودة في عالم الفن الأوسع المائل إلى الطابع التبادلي، وستُفتقد بشدة».
شهدت الصالة تحوّلات وتوسعات خلال مسيرتها؛ فعام 2016 انتقلت من عنوانها الأول في الحي المالي إلى حي دوغباتش، وفي العام الماضي افتتحت مساحة عرض ثانية في بريزيديو هايتس.
وذكرت ألتمن-سيجل أن «كل مرحلة سمحت للصالة بالمخاطرة، والتجريب، ومواكبة ممارسات فنّانينا المتطوّرة»، مضيفة: «الآن، وبعد 213 معرضًا ومشاركة في معارض فنية، يقترب المشروع من نهايته».
سيكون الرسّام المقيم في طوكيو شينبي كوساناغي، الذي تعاون مع الصالة منذ افتتاحها، ضيف المعرض الختامي المعنون It is not far to the sea؛ المعرض يفتتح غدًا ومن المقرّر أن يستمر حتى 15 نوفمبر، أي قبل أسبوع من إغلاق الصالة رسميًا.
قالت مرشدة الفن المقيمة في سان فرانسيسكو ليزان سيوتر لـ Hyperallergic: «ستُفتقد صالة Altman Siegel بشدة. كلوديا وطاقمها المتميز كانوا مكرّسين تمامًا لفنّاني الصالة وممارساتهم.»
يأتي خبر إغلاق Altman Siegel في وقتٍ يتزايد فيه عدد الصالات التي أغلقت أبوابه، تزامنًا مع تراجع مُبلغ عنه في سوق الفن العالمي. ففي الولايات المتحدة هذا العام شهدنا سلسلة إغلاقات من بينها Blum في لوس أنجلوس، Venus Over Manhattan في نيويورك، وClearing في المدينتين؛ وفي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت Almine Rech أنها ستغادر مساحة عرضها في لندن بعد أحد عشر عامًا.
قالت جيسيكا سيلفرمان، مؤسسة صالة تحمل اسمها في سان فرانسيسكو، لـ Hyperallergic: «من المؤسف أن تُغلق صالة بهذه المكانة أبوابها. كلوديا ستظل صديقة غالية، وأتطلع للعمل معها بطرق جديدة في المستقبل.»