مشروع يستقصي تحديات النزوح والهجرة من منظور جيلٍ ثالث من المهاجرين، عبر رؤية فنية بصرية للمخرجة والمصورة مريم توزاني. من منطلق تراثها الهولندي والأمازيغيه المغربية، تتقصى توزاني المساحات التي تتقاطع فيها الثقافات وتتصادم وتتشظى، كاشفةً عن حكايات خفية عن الانتماء والطمس. تستخدم ممارستها التصوير والمواد الأرشيفية للتساؤل حول الطريقة التي تُحفظ بها التواريخ أو تُسكت، وفي الوقت نفسه تبتكر لغات بصرية جديدة تحتضن الغياب والصلابة والبقاء.
سلسلتها «مكتوب» انطلقت من إحساس بالإحباط ومن تأمل في كلمة “الغربه” (تنطق: Al‑Ghorba) التي تحيل إلى حالة البُعد عن الوطن. كثيراً ما يستعملها المهاجرون المغاربة للتعبير عن شعور بالغربة الممزوج بالحنين:
«نشأت وأنا أستمع إلى حكايات الرحيل وإلى أهل يغادرون بيوتهم بحثاً عن مستقبل أفضل. يتحمّل المغاربة في أوروبا عبئاً مزدوجاً؛ لقد تعرضوا للعنصرية والتعصب والإسلاموفوبيا منذ الطفولة. ومع ذلك، نحاول الموازنة بين البحث عن موطن للانتماء في بلدان ولادتنا دون أن نتخلى عن تراثنا… من خلال مساءلتي لنفسي وتجربتي بشروطي الخاصة، آمل أن أبتعد عن السرديات المبسّطة وأصوّر بدلاً من ذلك تعقيدات وهوامش هوية المهاجرين. عبر الرموز والنصوص وتركيبات الصور تنبثق مقاربة شعرية تشابك هذه القضايا. ليس هدفي أن أعرّف الهوية الاغترابية أو أن أقدّم قصة خطية واضحة، بل أن أصحب المشاهد في رحلة لا إجابات قطعية فيها، بل أسئلة غامضة.»
شاركت مريم توزاني في جائزة Booooooom Art & Photo Book لعام 2025 وتم انتقاؤها ضمن القائمة القصيرة.