منسوجات جاكار لماليكا تيمبا رحلة في المواد والمجتمع وسلاسل التجارة العالمية — كولوسال

«ممارستي تتوَسّط بين الراحة والعمل، بين حميمية اللمس والأنظمة الشاسعة التي تصنع عالمنا»، تقول الفنانة ماليكا تيمبا. سواء كانت تعمل على قطعة نسج صغيرة أو تركيب كبير الحجم، تظل تسأل دوماً: ماذا تتذكّر المواد؟ ومن تُذكر من خلال هذه المواد؟

تجسّد تيمبا تلاقي العمليات الرقمية والتناظرية في قطع نسيجية متعددة الطبقات تستكشف من خلالها موضوعات الهجرة والعمل والجندر والتجارة العالمية والحياة اليومية. بواسطة نول جكارد الآلي، ترسم صوراً حانية لأشخاص ومشاهد حضرية عادية؛ من أصدقاء جالسين معاً إلى سلع تُسلم وسط صخب المدينة.

قطعة «تحمل إلى الديار» (2024) — قماش منسوج بالجاكارد مع طلاء أكريليك وصبغة قماش.

نشأت تيمبا في السعودية وأوغندا وجنوب أفريقيا والمغرب والولايات المتحدة. وتتذكّر، بصفتها فنانة تنزانية‑أمريكية، كيف أن القماش يُختم عليه الثقافة، وكيف يمكن للنقش والملمس والمواد أن تخبرك أين أنت عبر ما يرتديه الناس، وكيف يستخدمون القماش، وما المواد المتاحة لهم — سواء كانت موجودة في الطبيعة، أو جلبتها التجارة، أو أنتجتها الصناعة.

تعلمت في كلية الفنون استخدام نول جاكارد، ذلك الجهاز الذي مكن النسّاجين من إنتاج نقوش معقّدة عبر آلية مؤتمتة. اخترع جوزيف ماري جاكارد هذه الآلة في أوائل القرن التاسع عشر، وكانت تعمل في بداياتها بنظام البطاقات المثقبة؛ ومع تطور الحوسبة صار يُستخدم الإصدارات الإلكترونية، وأصبح بالإمكان برمجة هذه الآلات لإنتاج أي تصميم تقريباً.

تؤكد تيمبا أنها افتتنت بثنائية النول: كأحد أقدم أشكال التكنولوجيا المشفّرة بشيفرة بشرية، وكآلة قادرة على الابتكار اللافت. هذا الاهتمام بالمواد والأنظمة يقودها مؤخراً إلى التركيز على السيزال، ذلك النبات الليفي المزروع المرتبط عميقاً بالعمل والتجارة في تنزانيا، والذي يُستعمل لصناعة سجاد متين وحبال وحقائب ومنتجات أخرى. في أعمالها تستخدم تيمبا السيزال كمادة أساسية ومفهوم مركز لتصوير أفراد ومجتمعات «يحملون قصص العمل والهجرة والصمود عبر جغرافيات وأنظمة الإنتاج والتبادل».

يقرأ  مسؤولون في القاهرة يبحثون عن سوار مفقود من المتحف المصري

عرضها التركيبي «تنسج الذهب الأبيض» حاضر الآن في متحف نورث كارولاينا للفنون، ويتكوّن من ثلاث قطع موضوعة أمام ورق حائط مزخرف؛ حيث تتداخل الصور والأنماط لتؤسس لمساحة زمنية ومكانية تتضمن حكايات مستمرة ومتداخلة.

بعد إخراج العنصر النسيجي الرئيسي، تتدخل تيمبا يدوياً في القماش بطرق متعددة: تفكيك مناطق منه، إضافة طلاء، وطباعة بالشاشة. هذه الطبقات المتعددة تمنح العمل شعوراً بأنه في حركة دائمة — مبني ومُفكك في آن واحد. «مع مرور الزمن، كبرت هذه القطع، وأصبحت أكثر تلازقاً وثراءً في النسيج، بحيث تلتقط لحظات متعددة ضمن مشهد واحد محبوك»، تقول الفنانة.

تعمل تيمبا على تكريم حياة وعمل الناس، لا سيما في شرق أفريقيا. ومع توتر الأوضاع الانتخابية في تنزانيا واستمرار الحرب في السودان، تفكّر كثيراً في مفاهيم الظهور والكرامة ومعنى تمثيل الناس العاديين حين تُقلّص قصصهم إلى عناوين أو إحصاءات. صنع هذه الأعمال هو طريقة لإبطاء ذلك السرد، والإصرار على أن الحياة اليومية — إيماءات الرعاية، إيقاع العمل، وثبات النساء — لها قيمة وتستحق الرؤية.

يستمر عرض «تنسج الذهب الأبيض» حتى خريف 2026 في رالي. للاطّلاع على مزيد من أعمال الفنانة يمكن زيارة موقعها وحسابها على إنستغرام.

أمثلة من أعمالها (عناوين مترجمة):
– «فساتين الخالات المزخرفة» (2025) — قماش منسوج بالجاكارد.
– «صالون تجميل» (2023) — قماش منسوج، طباعة بالشاشة، طلاء وتطريز آلي.
– «ديانا الزرقاء (لا أعرف ما شعور أن أكون أخف)» (2025) — قماش منسوج وطلاء.
– «تحضير العشاء» (2025) — قماش منسوج وطلاء.
– «سوق الخضار» (2025) — قماش منسوج وطلاء.
– «بسم الله لتصليح السيارات» (2024) — قماش منسوج، طبشور وخيط خياطة.

أضف تعليق