من هارلزدن هايت ستريت إلى ميفير — معرض لندن يفتتح صالة عرض مؤقتة

جوني تانا، مؤسس “هارلسدن هاي ستريت” في شمال غرب لندن، لا يبدو الرجل المتوقع ليفتتح صالة عرض في حيّ مايفيير الراقي، موطن العائلات الكبرى وشركات الفن العالمية. محاصرًا بين محلّ دجاج ومكتب تاكسي صغير، اكتسبت صالة هارلسدن سمعةً بوصفها واحدة من أكثر المساحات الفنية صدقًا وبساطةً وإثارةً في العاصمة البريطانية. القاعدة هناك بسيطة وواضحة: تُعرض أعمال فنّانين من ذوي البشرة الملونة فقط. المكان يوحي بأنه مأهول ومحَبوب ومحلي الجذور. لذا حين انتشر الخبر بأن هارلسدن سيهاجر إلى مايفير خلال أسبوع فريز، سرعان ما سمع الناس اتهامات بـ”البيع”.

لم يَبِع.

مشروع “هارلسدن هاي ستريت في مايفير” أقرب إلى فعالية مؤقّتة مفتوحة الأفق منه إلى انتقالٍ دائم. يوم الإثنين، ستفتتح الغاليري الأوروبيّة “ستاره” القادمة من دوسلدورف وبرلين موقعها الجديد في لندن في شارع بورودن بعرض بعنوان “قوى الطبيعة”، بالتعاون مع هارلسدن والاستراتيجيّة الثقافية ترينيداد فومبيلا.

«الموضوع ليس أن نصبح فجأة صالة عرض في مايفير»، قال تانا في حديث هاتفي. «الموضوع هو المحافظة على مستوى عالٍ من الجودة من دون الوقوع في فخّ الدورة التجارية. نحن نعرض بضعة معارض للبيع فقط في السنة، فهذه الفرصة تمنحني وسيلة للوصول إلى جمهور أوسع من دون المساس ببرنامجنا».

يعرض “قوى الطبيعة” عمل فنانين مقيمين في لندن: عباس زاهدي وجاميو أغبوكي، الأول يعمل في تركيب مفاهيمي والثاني في لوحة جوّية. عمل زاهدي بعنوان 11&9 هو خزانة ملفات تحولت إلى أرشيف مملوء بـ”سجلات سيرة” يمكن للزوار استبدالها بأغراض شخصية—تأمّل في البيروقراطية والهجرة والذاكرة. من جهته، تحوم مناظِر أغبوكي العاكسة، المرسومة على الألومنيوم والنحاس، بين لاغوس والريف الإنجليزي، مألوفة و حالمة في آنٍ معًا.

التقى تانا بأغبوكي أول مرة في مدرسة الرسم الملكية. «يرسم كأنّه رجل أبيض من الطبقة المتوسطة في منتصف العمر»، قال تانا ضاحكًا. «ويتصرّف كذلك أيضًا—دائمًا يرتدي سترة رسمية، أنيق للغاية.» أما زاهدي فهو صديق قديم من الحي، وشخص لطالما رغِبت العمل معه.

يقرأ  ارتفاع حصيلة قتلى تدافع في تجمع هندي إلى ٣٨ قتيلاً، بحسب تقارير

ورغم الضجيج حول مفاهيم “إعادة التوازن” و”البيانات الإقليمية” المرتبطة بهذا العرض، ما يحفز تانا حقًّا أهمّ من ذلك كله: المجتمع المحلي. برامجه دائمًا سعت لجعل الفن في متناول الناس—عرض أعمال يعرِفها السكان المحليون كجزء منهم، لا شيئًا غريبًا ينتمي إلى آخرين.

«لو بدأنا نعرض مجموعة من الأولاد الأغنياء البيض»، قال العام الماضي في مقابلة مع مجلة The Face، «لأصبح ذلك غريبًا على الناس هنا».

الخطة أن يدير تانا بعض المعارض سنويًا في مساحة ستاره كامتداد متنقّل لقاعدته الأصلية. هذا النموذج هو إعادة تصور جديدة لكيفية بقاء الصالات الصغيرة. يتيح لهارلسدن الغوص برفق في قطاع أكثر تجارية في مايفير، بينما تتيح ستاره، كغاليري أوروبي محترم، التوسع إلى لندن مع تقاسم بعض تكاليف وضغوط البرمجة.

«عندما تعلق في عرض معارض تجارية بلا انقطاع»، قال، «تنخفض جودة العمل وتجد نفسك مدينة لمخزونك الخاص. هذا شيء لا أريده أبدًا.»

أضف تعليق