موسكو تتحرك لتصنيف «بوسي رايوت» كمنظمة متطرفة

طالبت وزارة العدل الروسية بتصنيف جماعة الفن البانك النسوية «بوسي رايوت» كمنظمة متطرفة، في خطوة قضائية قد تؤدي إلى حظر أنشطتها داخل البلاد.

حدد موعد جلسة استماع في 15 ديسمبر أمام محكمة تفيرسكوي في موسكو، بعد أن رفع المدعي العام ألكسندر جوتسان دعوى قضائية تهدف إلى منع عمل المجموعة داخل روسيا. جاء هذا الإجراء بينما كانت ناديا تولكوننيكوفا تؤدي عرضها «دولة بوليسية» في متحف الفن المعاصر بشيكاغو (MCA).

سبق أن وُصِفت عضوات المجموعة في روسيا بأنهنُّ وكلاء أجانب ومجرمات وإرهابيّات، ووُضع بعضهنّ على قوائم المطلوبين دوليًا، لكن هذه الدعوى تُعد المرة الأولى التي تُوجَّه فيها اتهامات رسمية تتعلق بـ«التطرّف» ضد بوسي رايوت.

قالت تولكوننيكوفا، المقيمة في الولايات المتحده، لصحيفة ARTnews: «في دول أخرى قد تدعَمكم حكوماتكم أو تحصلون على جناح في بينالي البندقية لأعمالٍ مثل أعمالنا، أما في روسيا فتحالون إلى القضايا الجنائية أو تُوصمون كمُتطرّفين. سنأخذ ذلك كشارة فخر ونسختنا من جناح البندقية… كأس نعرضها كوسيلة للمساهمة في إسقاط النظام بالحقيقة والضحك». وأضافت أن الروس، الذين يفخرون بذاكرة النصر في الحرب العالمية الثانية، قد يحتاجون إلى تذكير بطيش وصف الحركات الفنية بأنها «متطرفة» أو «لاشكلية».

مقالات ذات صلة

خلال عرض «دولة بوليسية» الذي امتد من 25 إلى 30 نوفمبر، حوّلت تولكوننيكوفا—التي سُجنت في روسيا بين 2012 و2013 بتهمة «شغب بدافع الكراهية الدينية»—مسرح متحف الفن المعاصر في شيكاغو إلى نسخة مطابقة لغرفة سجن روسية. لم تغادر التركيبات طوال أيام العرض الخمسة، حيث خيّطت الملابس كما كانت تفعل في السجن وأنشأت فضاءً صوتيًا حيًا وغامرًا يتراوح بين تهويدات مخيفة وانفجارات ضوضائية حادة، وفق ملاحظات المعرض في الـMCA. غطت أعمال فنّية لفئات من السجناء السياسيين السابقين من روسيا وبيلاروسيا والولايات المتحدة جدران الفضاء.

يقرأ  تشيونيسو كايتانو في ماكدويل: نحو جعل إقامات الفنانين محور الاهتمام

أوقف عرض سابق لتولكوننيكوفا بعنوان «دولة بوليسية» في متحف الفن المعاصر بلوس أنجلوس في يونيو، بعدما أرسل الرئيس دونالد ترامب قوات الحرس الوطني لقمع احتجاجات على مداهمات جهاز الهجرة والجمارك (ICE)، متجاوزًا اعتراضات حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم. قالت لتولكوننيكوفا لصحيفة الغارديان في ذلك الوقت إن المشهد «أشعرها كأنها دخلت ثقب دودي»، وإنها رغبت في النزول إلى الشوارع لكنها قررت إكمال عرضها بينما تبثّ صوت احتجاجات الشارع مباشرًا داخل زنزانتها الرمزية.

في سبتمبر، حكمت محكمة في موسكو بالسجن على خمسة أعضاء من بوسي رايوت بين ثمانية وثلاثة عشر عامًا بتهمة نشر «أخبار كاذبة» عن الجيش الروسي عبر مقاطعهم وعروضهم. وفي 2023 وُضعت تولكوننيكوفا على قائمة المطلوبين بعد أن فتح الكرملين قضية جنائية بتهمة إهانة المعتقدات الدينية، إثر عرضها «رماد بوتين» الذي صوّرت فيه نفسها و11 امرأة أخريات يرتدين أقنعة تغطي الوجوه أثناء إحراق بورتريه ضخم لبوتين في الصحراء.

قالت تولكوننيكوفا آنذاك: «ربما لم يعجبه ذلك… أعتقد أننا حصدنا اهتمامًا كافيًا ليُخيفه، وفي الوقت ذاته جمعنا حلفاء في الغرب مستعدين لمواجهة بوتين والمساعدة أيضًا لأوكرانيا».

أضف تعليق