ميامي بيتش: من أسبوع الفن إلى سياسة ثقافية دائمة
المدينة، التي التقطت أنفاسها أخيراً بعد أسبوع الفن في ميامي المفعم بالشمس والشمبانيا، تذكّرنا بأنها أكثر من مضيف سنوي لهجرة الجامعين والفنانين وزوار الأزياء. ميامي بيتش باتت لاعباً ثقافياً فاعلاً على مدار السنة، لا فقط خلال المعارض.
في الأسبوع الماضي تجلّى هذا الدور بوضوح عبر اعلان فائز برنامج الشراء التراثي 2025: اختار السكان والزوار عمل Ximena Garrido-Lecca بعنوان Modulations – Sequence XXIX، قطعة مصنوعة من حبال النحاس عُرضت عبر صالة ليفيا بنفيديس، لتنضم الفنانة البيروفية إلى مجموعة بلدية متنامية تضم سانفورد بيغرز، أموكو بوآفو، إيبووني جي. باترسون، وفَرَح القاسمي. تُعد هذه الصفقة الشراء السابع منذ إطلاق البرنامج في 2019، وسيُعرض العمل في نهاية المطاف بشكل دائم بمركز مؤتمرات ميامي بيتش.
من بين المتأهلين النهائيين هذا العام أيضاً باتريك دين-هابيل وكين تيسا، واللذان رُشّحا أولاً من قبل لجنة الفن في الأماكن العامة التابعة للمدينة قبل أن يفتح التصويت للجمهور. عمل Garrido-Lecca الفائز يواصل تأملاته في دور النحاس ضمن اقتصاد الاستخراج في بيرو، حيث تنسج رموزاً مستمدة من شعارات الشركات الحديثة داخل أشكال تستحضر التجريد ما قبل كولومبي، تعليقاً على لغة التحديث واستغلال الموارد التي تمتد عبر الأزمنة.
اعتبر عمدة ميامي بيتش ستيفن ماينر أن الشراء دليل على أن المدينة أصبحت «وجهة عالمية للابتكار الإبداعي»، مشيراً إلى مستوى التفاعل المدني الذي أثاره التصويت. أما مؤسسة المعرض ليڤيا بنفيديس فوصفت الصفقة بأنها تكريم ودلالة على تزايد الثِقَل الدولي للفنانة.
على نحو متكامل، يَحوّل برنامج No Vacancy المدينة إلى نوع من القيم الفنيّة: في دورته السادسة وزّعت المبادرة 12 تركيباً موقعياً عبر 12 بهو فندقي، استمرت عروضها هذا العام من 13 نوفمبر حتى 20 ديسمبر — أي طيلة فترة تتجاوز رحيل زوار المعارض.
صُمم البرنامج لدعم وتسليط الضوء على فنانين مقيمين في ميامي، فراحت كل مشاركة تتلقى بدل إنتاج بقيمة 10,000 دولار، فيما توزّع الجوائز إجمالاً بقيمة 35,000 دولار، بينها جائزة محكّمين بقيمة 25,000 دولار وجائزة الجمهور بقيمة 10,000 دولار بتمويل من مكتب مؤتمرات وزوار ميامي الكبرى. كما يشجّع البرنامج الزائرين والمقيمين على تأمل عمارة الفنادق كجزء من البُنى التحتية الثقافية بدلاً من كونها مجرد خلفية ضيافة.
تندرج هذه المبادرات ضمن دفع بلدي أوسع يشمل عشرات التركيبات العامة، وبرامج متحفية، وعروض أداء على امتداد المدينة خلال أسبوع الفن. ومع ذلك، فإن فترة عرض No Vacancy الممتدة تجعلها من المشاريع القليلة ذات التأثير الذي يستمر بعد تراجع موجة سوق الفن في ديسمبر.
مجتمعة، يعكس برنامجا الشراء التراثي وNo Vacancy استراتيجية ثقافية راشدة: تستخدم ضوء الشهرة العالمية لأسبوع الفن كمنصة انطلاق، لكنها تتجه بوضوح نحو الرؤية الطويلة الأمد، والمشاركة المدنية، وبرمجة تمتد طوال السنة. قد تُعرف ميامي بيتش كمركز احتفالي سنوي لطقوس سوق الفن العالمي في ديسمبر، لكنها تعمل بجد لإثبات أن حيويتها الثقافية لا تختفي عند انطفاء أضواء مركز المؤتمرات.