نساء جامعـات الفن ينفقن أكثر من الرجال — استبيان يكشف

رغم تصاعد حالة عدم اليقين في الاقصاد العالمي، أظهر تقرير مشترك أصدرته مؤسستا UBS وArt Basel زيادة ملحوظة في إنفاق جامعي الأعمال الفنية ذوي الثروات، بمن فيهم أفراد الجيل زد، مقارنة بالسنوات السابقة. وأكد التقرير أن النساء يحتلن مكانة بارزة بين أكبر المنفقين على الفنون الجميلة والزخرفية والتحف، كما أنهن أكثر ميلاً لاقتناء أعمال لفنانين لم يكنّ مألوفين لديهن من قبل.

قادته خبيرة اقتصاد الفن كلير ماكأندرو، واستند استقصاء 2025 لجمع المقتنيات العالمي إلى إجابات 3,100 من المقتنّين ذوي الثروات عبر عشرة أسواق فنية عالمية. وأشار التقرير إلى أن 75% من المشاركين ينتمون إلى جيل زد وجيل الألفية، مما يشير إلى «تحول سكاني يعيد تشكيل طبيعة الجمع ذاته»، بحسب صياغة التقرير.

كتب نوح هوروفيتز، الرئيس التنفيذي لـ Art Basel، في مقدمة التقرير أن خيارات هذه الأجيال ودوافعها «تختلف اختلافاً جوهرياً عن أجيال سابقة، ما لا يشير فقط إلى انتقال جيلّي بل أيضاً إلى تنوّع في الذوق والممارسة ومستويات التفاعل».

أفاد الاستطلاع، الذي أجري منتصف العام، أن أصحاب الثروات الكبيرة (من يملكون أكثر من مليون دولار كأصول مالية سائلة) خصصوا 20% من ثرواتهم للجمع، مقارنة بـ15% في 2024. وعلى صعيد النوع الاجتماعي، أنفقت النساء من أصحاب الثروات الكبرى 46% أكثر على الفن والتحف مقارنة بنظرائهن الرجال إجمالاً. ومع ذلك، بينما أنفقت نساء جيل زد وجيل الألفية أكثر من الرجال في فئتيهما، بدت أجيال X والبيبي بومرز أكثر إنفاقاً على الفن مقارنة بالنساء في تلك الفئات العمرية.

أبرز التقرير أن «رؤية وتأثير المرأة في السوق بلغا أعلى المستويات»، مشيراً إلى أن النساء كنّ يدعمن أعمالاً لفنانات بمعدلات غير مسبوقة.

ساهمت زيادات في الأصول القابلة للاستثمار في بداية 2025 في تحقيق زيادات قياسية في الثروات العالمية، مما حفّز الكثيرين على الإنفاق عوض الادخار. وترافق ذلك مع تصاعد ثروة النساء — بما في ذلك ارتفاع عدد المليارديرات من النساء — ومع ظاهرة «التحويل الكبير للثروة» المتوقعة بين أجيال البيبي بومرز وورثتهم بحلول عام 2048، ما يجعل سوق الفن ساحة مهمة للاستكشاف والاحتفاظ بقيمة الأصول.

يقرأ  من منظور حامل اللوحةرؤية من مسند الرسام

أفاد ثلثا المشاركين أنهم اشتروا أعمالاً لفنانين اكتشفوهم خلال العام الماضي، وهي نسبة أعلى من استقصاءات سابقة. وذكر التقرير أن النساء كنّ أكثر ميلاً لشراء أعمال لفنانين غير معروفين سابقاً، «رغم التصور السائد عن أنهن أكثر تحفظاً تجاه المخاطرة».

نشرت UBS وArt Basel تقريراً سابقاً هذا العام أظهر تراجع المبيعات العالمية للفن بنسبة 12% منذ 2023 وتهاوٍ في مبيعات المزادات العامة بنسبة 25%. غير أن التقرير الأحدث خلص إلى أن «في حين تراجع بعض مبيعات السوق الرفيعة المستوى بفعل عدم اليقين الكلي، فقد ارتفعت أحجام المعاملات الإجمالية في 2024، دليلاً على استمرار انخراط الجامعين».

من ناحية توزيع الوسائط، تصدّرت اللوحات قائمة تفضيلات الجامعين، مسجلة 27% من إنفاق الفنون الجميلة في 2024. وجاءت التماثيل والأعمال الرقمية بنسبة 14% لكل منهما، بينما شكلت التصوير الفوتوغرافي والأعمال الورقية 9% لكل منهما. وأكثر من نصف الجامعين أبلغوا عن شراء عمل رقمي خلال العام الماضي. فضلاً عن ذلك، فضّل جيل البيبي بومرز اللوحات، في حين برز جامعو جيل زد في فئات الفن الرقمي والسينمائي والفيديو.

كانت المعارض الفنية المكان المفضل لغالبية المعاملات، حيث أشار 83% إلى أنهم اشتروا أعمالاً مباشرة عبر معارض — حضورياً أو إلكترونياً أو في معارض فنية. أما نوايا الجمع المستقبلية فقد انخفضت: فأفاد 40% فقط من ذوي الثروات الكبيرة أنهم ينوون زيادة مجموعاتهم خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، مقارنةً بـ54% سابقاً، بينما تراجعت نوايا البيع إلى 25% مقابل 55% في 2024، ما يُفهم منه إشارة إلى استقرار السوق نسبيًا.

أضف تعليق