ليزا يوسكافيج: «رسومات» — في مكتبة ومتحف مورغان
المعرض صغير نسبياً في قاعة ثاو لكنه ممتلئ بصور لجثث نسوية متكررة: صدور عارية، بطون متورِّمة، وأرداف مستديرة بشكل صارخ. الرسم تقنيّاً متقن وينتمي إلى نساء يفتقرن لسمات فردية مميزة، فتتكرر شخصيات متشابهة وكأنها من مجموعة قوالب جاهزة. زيارة المعرض تشبه، في بعض لحظاتها، اكتشاف مغارة بلاي بوي خاصّة بأحد رجال الأعمال الأثرياء.
أكثر مما أثارتني اللوحات كانت عبارة على موقع المؤسسة تصف العمل بـ«الانتهاك الأنثوي والتمكين». مصطلحات مثل «الانتهاك» و«الاستفزازي» و«الفاحش» تُستخدم كثيراً في الكتابات عن يوسكافيج، غالباً كمدح أو لتأطير العمل ضمن خطاب تحدٍ أخلاقي يروق لبعض نقاد الفن. لكن ما معنى الخروج عن النُظم حين صور الفنانة هو لنساء شابات بيضاوات الملامح تتوافق أجسادهن ووجوههن مع معايير الجمال الغربية السائدة، حتى حين تُبالغ في الكرتونية؟
تتراوح مناظِر يوسكافيج بين التلصص والوضعيات المهينة. لوحات مثل «باي فيس» (٢٠٠٧) و«فيكوس» (٢٠٠٨) — رغم أنها قد تثير قلق بعض النساء من تحرُّش أو عنف جنسي — تنطوي في الوقت نفسه على تجسيد لوضعية بطريركية للجاذبية الأنثوية والامتيازات المصاحبة لها. لا أقترح أن نساءها الخياليات يَسِلمن من الصعوبات، لكن إذا اعتبرنا عرض جسد عارٍ لامرأة جذابة تقليدياً عملاً «متمرداً»، فأين موقع من تُوصمُن ولا تُحتفى بهن كـ«متمردات»؟ عارية، شقراء، وماكرة، مرسومة بألوان مشبعة وصدور مبالغ فيها — قد تبدو هازئة من معايير ذوق قديمة داخل دوائر الفن، لكنها في الحقل الثقافي الأوسع تعيد إنتاج مثُل سيز-هيت للأنوثة. الخروج الحقيقي عن المعايير — ذلك الذي لا يجتذب سماسرة الفن أو الجامعين — مُخصَّص في مجتمعنا للأشخاص المهمشين: نساء ملونات، نساء ورجال متحوّلون جنسياً، الأشخاص غير المطابقين للنوع الاجتماعي، ومن يعيشون بإعاقات أو بأجساد لا تلتزم بمعايير الوزن والطول أو التماثل.
من هذا المنظور، هل تُعد صور يوسكافيج «قِمَمَ الأنوثة» حقاً تحدٍّ؟ أم أن تحويل الفنانة إلى مُثير للجدل يخدم خطاً تسويقياً ونقدياً أكثر منه نقاشاً نقدياً راديكالاً؟
ناقد مثل كريستيان فيفيروس-فونيه كتب عبارة لافتة: «في وسط مادتها الخاصة، تأثير الفنانة المولودة في فيلادلفيا والمتخرجة من ييل يبدو عاماً وخاصاً في آن — كلون السماء أو صورة المرأة المتوسِّطة عن نفسها.» تعليق من هذا النوع يبدو بارعاً لكنه أيضاً مستوحٍ من سطوة تمثيلات نمطية تقوّي نفس الديناميكيات التي تُنسب للفنانة. لقد أصبحت إضفاء وصف «مثير» أو «مُمكّن» على عمل كهذا آلية لإضفاء وهج تمكين زائف، لأن تلك التسميات تُمنح لأعمال بعينها بينما تُحرم منها أعمال كثيرة لنساء أو عن قضايا نسوية حقيقية. ولدى بعض النقاد، هذه التسميات أيضاً وسيلة للتقليل من قيمة المنْتقدين أو “الملوّحين بالأصابع”.
هناك من ذهب أبعد في قراءة العمل بوصفه «استعادة للنُّسق العارية» أو «قلب النظر الذكوري» و«تسليط ضوء على الانزعاجات الأنثوية الراهنة». بعض التأويلات مفيدة، لكن كثيراً منها يستخدِم ضمير «نحن» العام بتهوين؛ فالأشخاص ذوو الأجساد غير المثالية أو المهمّشة يواجهون هذه الديناميكيات يومياً وبشكل مختلف تماماً عن موضوعات يوسكافيج النظرية.
المسألة لا تخص يوسكافيج وحدها؛ إنها سؤال أكبر عن من يُسمح له في الفن والثقافة بأن يكون «متمرداً» ومن يعيد إنتاج هذا التمييز — هنا دور النقاد والمنظِّمين الذين يقدّمون صورة المرأة المثالية كمِغْرٍ يُختبر على حدود اللياقة. وضع الثقافة السائدة في مركز الحلبة والإطار في آن يجعل من السهل محو أي صوت يكافح من أجل الاعتراف على هامش النظام الاجتماعي. أيّ أرنب بلاي بوي سيشهد لك: الجنس وحده لا يقلب نظاماً.
المعرض «ليزا يوسكافيج: رسومات» مستمر في مكتبة ومتحف مورغان (٢٢٥ ماديسون أفينيو، موراي هيل، مانهاتن) حتى ٤ يناير ٢٠٢٦. curated by claire gilman
ليزا يوسكاڤِج
«كواترو» (2003)
قلم كونتي على جلد الرّقّ
جميع الصور: ناتالى حدّاد / هايبراليجريك