نقابات موظفي متحف اللوفر تصوّت لمواصلة الإضراب بعد يومين من انطلاقه

يبدو أن أكثر المتاحف زيارة في العالم يواجه موجة من الاضطرابات في الآونة الأخيرة. موظفو متحف اللوفر في باريس، المنضمون إلى نقابات عدة، صوتوا بالإجماع يوم الأربعاء على مواصلة الإضراب الذي انطلق يوم الإثنين بعد خروج مئات العاملين احتجاجًا على “تدهور أوضاع العمل بشكل متزايد”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء.

أدى الإضراب إلى إغلاق المتحف يوم الإثنين، وبقي مغلقًا الثلاثاء وفقًا لجدوله المعتاد. أما يوم الأربعاء ففُتح المتحف متأخرًا وبشكل جزئي، عارضًا مسارًا مختصرًا لعرض الروائع يتيح للزوار رؤية أعمال مثل الموناليزا وفينوس دي ميلو.

يشارك في الإضراب نحو 400 موظف ممثلين من قبل نقابات CFDT Culture وSNMD‑CGT: Syndicat Culture Musées et Domaines وSUD Culture Solidaires، من أصل حوالى 2100 موظف في المؤسسة.

أجرت النقابات محادثات مع مسؤولين من وزارة الثقافة، الذين عرضوا إلغاء تخفيض ميزانية مقدر بـ5.7 مليون يورو لعام 2026، وتوظيف حراس صالات وخدمات زوار إضافيين، وزيادة أجور الطواقم. ومع ذلك، ترى النقابات ان الاقتراحات كانت محدودة ولا ترقى لحجم المشاكل، وفق تقارير الوكالة.

كما يعترض المضربون على خطة رفع سعر تذكرة الدخول لغير مواطني الاتحاد الأوروبي من 22 يورو إلى 32 يورو، بهدف جمع نحو 15–20 مليون يورو سنويًا لتمويل أعمال ترميم، وفق ما نقلت تقارير المتابعة.

تجمّع المحتجون أمام الهرم الزجاجي الشهير للمتحف يوم الاثنين، معيقين المدخل وملوحين بأعلام النقابات، ومدّين مطالبهم بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور وتغطية النقص في العدد، وفي الوقت نفسه لفتوا الانتباه إلى حالة المبنى المتردية.

وجهت النقابات تحذيرًا إلى وزيرة الثقافة رشيدة داتي في رسالة مؤرخة 8 ديسمبر، حيث عبرت عن استياء العاملين وقررت إعلان النية في الإضراب. الرسالة شددت على أنّ الموظفين مرتبطون مؤسساتيًا ويشعرون اليوم بأنهم الخط الأخير للدفاع قبل الانهيار.

يقرأ  جيفري جيبسون يتحدث عن الحيوانات خلال إزاحة الستار عن تماثيل جديدة في متحف المتروبوليتان

أوضح ممثلو النقابات أن ظروف العمل تتدهور بتتابع، وأن الموارد غير الكافية أو الموزعة بطريقةٍ خاطئة حالت دون تمكين الطواقم من أداء مهامها الخدمية العامة كما ينبغي. واستشهدوا بسرقة المجوهرات خلال النهار بقيمة تقارب 102 مليون دولار في 19 أكتوبر كدليل على اختلال الأولويات داخل المؤسسة.

وأضافت الرسالة أن الميزانية المعروضة في نوفمبر لا تعالج صعوبات معظم الأقسام، بل تزيد من شعور الإحباط لدى موظفي المتحف، لا سيما عبر تطبيق نظام تسعير مزدوج يعتبرونه مسًّا بالتاريخ الجمهوري والروح الجامعة التي أسّس لأجلها اللوفر.

نبهت النقابات إلى الإغلاقات الجزئية المتكررة بسبب النقص في الأفراد، مؤكدة أن زيارة اللوفر تحولت إلى تجربة شاقة بالنسبة للزوار.

كما أعربت النقابات عن رؤيتها لكيفية توجيه عائدات اتفاقية ترخيص العلامة التجارية مع أبو ظبي، والتي تُقدَّر بنحو 480 مليون يورو، معتبرة أن هذه الموارد ينبغي أن تُستثمر في ترميم المبنى وصيانته بدلاً من الإنفاق على مشروع تحديث بقيمة 135 مليون يورو أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون لإعادة تصميم مداخل ومساحات عامة وإعادة تصور محيط المتحف.

أضف تعليق