هانغاما أميري تصوغ شظايا سنوات مراهقتها وتاريخ عائلتها إلى بورتريهات مبطّنة ومشاهد منزلية حنونـة. الفنانة، المقيمة في شمال ولاية نيويورك ولها ستوديو في ريد هوك، تنهمك في موضوع الاسترجاع والذاكرة والقصص التي تصوغ هويتنا. “هناك براءة وجودة خاصة في العودة إلى تلك الذكريات والتأمل فيها، خصوصاً أنّ عائلتي وأنا قضينا تلك السنوات متنقّلين عبر آسيا الوسطى”، تقول.
غادرت أميري كابول في سن السابعة، ورحلت عبر دول متعددة قبل أن تستقر في كندا في مرحلة المراهقة. تلك التجربة الترحاليّة ما تزال تغذي عملها، إذ تسعى إلى بناء سرد أوسع عن أهمية المرأة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي.
تبدأ أميري عملها برسم تقطعه إلى أشكال تنسخها على مخمل وحرير وبوليستر وأنسجة أخرى تستجلبها من متاجر مملوكة لأفغان ومن مصادر إلكترونية وأحياناً كهدايا من أصدقاء وزملاء. تُقصُّ هذه القطع وتُرصّ فوق خلفية من موسلين، فتتكوّن بورتريهات ومشاهدٍ منزلية نابضة بلون وخياطة ظاهرة. هذه الطبقات تضيف “بُعداً آخر للتأثيرات والملمس”، وتوضح أنها تستعين بالماكينة لإتمام هذه المرحلة.
تركّز أعمالها كثيراً على العناصر الزخرفية للمكان واختيارات الملبس، فتلتقط لحظة محددة تشع منها ألفة وحميمية تجاه موضوعاتها العابرة. تظهر أعمال عدة مائدة يتشاركها الأصدقاء، بينما يصوّر عمل “رجل يحمل مزهريّة من التوليب” شخصية تضمّ بين يديها باقة يتسلّل منها شريط صورة صغير بين أزهار نابضة.
لا تحدّد اللوحات دائماً مكان الحدث — قد يكون الجالس في أفغانستان أو في كندا أو في مكانٍ آخر — ومع ذلك ينبعث من العمل إحساسٌ بالحنين، مجسِّداً اهتمام الفنانة المستمر بحفظ واستحضار لحظات كانت لتبقى حبيسة الماضي.
إلى جانب الفراشات النسيجية، عرضت أميري منحوتة نيون في مركز جون مايكل كولر للفنون في شيبوِيغان بولاية ويسكونسن، وهي تعمل حالياً على استعدادات لعدة معارض قادمة في الخريف، منها في المتحف الوطني في كندا، وكونستهل C في ستوكهلم، ومعرض باريس الدولي للفن. لمتابعتها يمكن الاطلاع على موقعها وحسابها على إنستغرام.
نماذج أعمال (مواد وأبعاد):
– “بورتريه كِرن صاموئيل في معرض ييل للفنون” (2024): موسلين، قطن، شيفون، حرير، كتان ومخمل — 52 × 34.5 بوصة.
– تفصيل من “دسترخوان” (2025): موسلين، قطن، شيفون، كانفاس، دينم، كتان، حرير، بوليستر، سويد، طباعة نفث حبر على شيفون حريري، طباعة بالكتل، قلم تلوين، وطلاء أكريليك على القماش — 77.5 × 54 بوصة.
– “دسترخوان” (2025): نفس المواد والأبعاد المذكورة أعلاه — 77.5 × 54 بوصة.
– “لوحة حياة صامتة مع سوشي ونبيذ أحمر” (2025): موسلين، قطن، شيفون، كتان، حرير، بوليستر، سويد، طباعة بالكتل، قلم تلوين وطلاء أكريليك على القماش — 47 × 64 بوصة.
– “ناخونكِ عروس / ظفر العروس” (2022): نيون وزجاج. صورة من مركز جون مايكل كولر للفنون.
– “دومينيك تشامبرز مع بورتريه تريفون لاتين” (2024): موسلين، قطن، شيفون، كتان، مخمل، دينم وحرير — 52 × 42 بوصة.
– “المغادرة” (2022): موسلين، قطن، بوليستر، فينيل شفاف، جلد صناعي، شيفون وأقمشة معثور عليها — 68.5 × 85 بوصة.
إن قصص الفنانين وأعمالهم تهمك؟ العضوية في مؤسسات مستقلة للنشر الفني تدعم استمرار هذا الجهد وتتيح حفظ المزيد من هذه الذاكرات الفنية.