غرب نابولي، على سواحل التيريسينية، يحتضن بحيرة أفِرنوس الأسطورية. تقع هذه البحيرة في فوهة بركانية، واسْمها اللاتيني مرادف للجحيم والعالم السفلي؛ عند الرومان القدماء كانت تعتبر بوابة إلى الهاوية، ومعتقدهم هذا وجده دانتي ألِيغييري صدى في ملحمته الشهيرة “الجحيم”.
في منتصف نابولي، شرع الفنان أنش كابور في استكشاف هذه الفكرة من منظور معاصر عبر مدخلين بارزين لمحطة مترو مونتي سانت أنجلو. يقول الفنان: «في مدينة جبل فيزوف ودخول دانتي الأسطوري إلى الجحيم، بدا لي أنه من المهم أن أحاول التعامل مع ما يعنيه النزول تحت الأرض فعلاً».
كابور معروف بأعماله النَحْتية والتركيبية الضخمة التي تستفز تجارب نفسية حسّية؛ من دوّامة سوداء دائمة الدوران في عمل “Descension” إلى لوحٍ شمعي شبيه باللحم يندس عبر باب في “Svayambhu” — وهو مصطلح سنسكريتي يعني «المولود ذاتياً». ولا يُنسى كذلك عمله العاكس الأيقوني “Cloud Gate” المعروف شعبياً باسم «الحبة» في وسط شيكاغو.
مدخل الجامعة
تتلاقى في محطة مونتي سانت أنجلو ثلاثة محاور مركزية في ممارسة كابور بشكل أقوى من أي وقت مضى: الموضوع الأسطوري، الجسد، والفراغ. التصميم الذي ابتكره الفنان لمدخلين منفصلين — وهو مشروع انطلق قبل أكثر من عقدين — ينبض بالاهتمام بالعلاقات الثنائية مثل الداخلي والخارجي، أو الخفة والظلمة.
المدخلان يحاوران بعضهما؛ أحدهما من فولاذ متآكل بلون صدأ يوحِي بشكل جسدي غير محدد، والآخر يُفهم كعكسٍ منه: شكل فولاذي أنبوبي أكثر نعومةً ونقاءً، يحوم فوق العابرين كجهاز غامض أو قناة عملاقة.
«المحطة تمثل تناغماً استثنائياً بين النحت والعمارة، وهو ديناميك لطالما شكّل قوة محورية في عمل كابور. عمله يحتضن ويخلق المساحة الجديدة التي يُختبر داخلها» — هكذا يصفها بيان المشروع.
اكتشف عشرات الأعمال الأخرى لكابور عبر موقعه، واستكشف أيضاً محطات مترو فنية حول العالم.
من داخل مدخل ترايانو: نظرة إلى الأعلى
منظور جانبي لمدخل الجامعة
نظرة إلى الأسفل داخل مدخل الجامعة
مدخل ترايانو
هل تهمك مثل هذه القصص والفنانون؟ كن عضواً في “كولوسال” الآن وادعم النشر الفني المستقل.
مزايا العضوية:
– إخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضلة
– خصم 15% في متجر كولوسال
– نشرة إخبارية حصرية للأعضاء
– تخصيص 1% لمستلزمات الفن في صفوف K–12