العناوين
العرض… أم الطلب؟
خلال خريف هذا العام طغت أنباءٌ مهمة على أحاديث عالم الفن: إعلان فرِيز (Frieze) عن إطلاق دورة في أبو ظبي في نوفمبر 2026، بعد أقل من عام على افتتاح آرت بازل قطر في فبراير 2026. آرت بازل قطر فعلياً معرض جديد كلياً، بينما ستمثل دورة فرِيز في أبو ظبي توسيعاً وتدويلاً لمعرض Abu Dhabi Art القائم الذي أقام نسخته الأخيرة الأسبوع الماضي. تنضم هذه الحركة إلى معارض قائمة مثل آرت دبي (منذ 2007) وأسبوع الفن في الرياض الذي سيعقد دورته الثانية أبريل 2026، فضلاً عن عشرات المعارض المنتشرة طوال السنة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. طرح موقع Apollo سؤالاً بديهيًّا: هل ثمة ما يكفي من الشبّان (أو المشترين) — وبمعنى أدق، من هواة الجمع — ليستوعب كل هذا الكم من المعارض؟
توضح المجلة أن إدارة المعارض ليست بالأمر السهل: هوامش الربح ضيقة، وغالباً ما يُغفل أن العملاء الرئيسيين للمعارض هم دور العرض، وليس بالضرورة جامعو الأعمال الأثرياء. قال سايمون فوكس، الرئيس التنفيذي لفرِيز: «علينا أن نوفّر القيمة لدور العرض وإلا سيتوقفون عن دفع رسومنا. ولسوء الحظ، الرسوم مرتفعة لأن تنظيم المعارض مكلف وتكاليفه صعدت بمعدل يفوق التضخم».
شانيل خارج نطاق الأزياء
أعلنت شانيل عن افتتاح «إسباس غابرييل شانيل» للجمهور—أولى المكتبات العامة المخصّصة للفن المعاصر في الصين القارية—في محطة طاقة الفن بشنغهاي (Power Station of Art). تقع المكتبة في الطابق الثالث للمتحف وتغطي نحو 18,000 قدم مربعة، وتحتوي على أكثر من 50,000 كتاب وكتاب صوتي، مع أكثر من 10,000 عنوان متاح الآن للعامة. قالت يانا بيل، رئيسة شانيل للشؤون الفنية والثقافية والتراثية، إن «إسباس غابرييل شانيل يرمز إلى التزام شانيل الموسّع بتسريع الأفكار التي تدعم الثقافة. علاقاتنا المتعمّقة مع PSA دليل على أننا لا نفكر فقط في ربع السنة المقبل ضمن رعايتنا الفنية، بل ننظر إلى الجيل القادم. المكتبة تجسّد جوهر فكر صندوق شانيل للثقافة؛ فكرة التبادل العابر للثقافات، تكريم التراث، حفظ أرشيفات أمم، وإبراز أفضل ما يأتي من الطليعة».
الموجز
– عيّن زهران ممداني، رئيس بلدية نيويورك المنتخب، 28 عضواً في لجنة الانتقال المعنية بالفنون والثقافة، من بينهم إليزابيث ألكسندر، رئيسة مؤسسة ميلون، وروبا كاتريب، رئيسة قسم المعارض في MoMA PS1.
– جدارية عطلة رقمية مستلهمة من بروغل، ويُعتقد أنها من أعمال ماث كوليشو (Mat Collishaw)، أحدثت ضجة في لندن ووصفها مشاهد بأنها «مروعة، كمنظر من الجحيم».
– تساءلت صحيفة The Art Newspaper عن مصير المتاحف البريطانية المثقلة بالديون أمام إصلاحات الحكومة العمالية المحلية.
– أطلق متحف دورست ومركز الفن في دورشيستر حملة لإنقاذ ثلاثية مذبح نادرة من المدارس الهولندية — The Master of the Sherborne Almshouse Triptych (1480–90) — التي تُقدّر قيمتها بنحو 3.5 مليون جنيه استرليني. يتهيأ المالكون لعرضها في مزاد، والمتحف يسعى لفرض حظر تصدير وجمع الأموال لشرائها حفاظاً على عرضها للجمهور.
الخلاصة — جيوبٌ عميقة
هل بدأ العطاء الثقافي على النمط الأمريكي يترسّخ في المملكة المتحدة؟ شهِدت متاحف لندن الكبرى خريفاً قوياً: أطلق المتحف البريطاني حفل جمع تبرعات على غرار Met Gala فجمع 2.5 مليون جنيه استرليني، وكُشف عن تعهّد بقيمة 10.3 مليون جنيه من مؤسسة غارفيلد ويستون لصالح أجنحة استقبال جديدة في بلومزبري. حاز متحف العلوم على هبة دولية قياسية بقيمة 10 ملايين جنيه من معهد السيروم في الهند لتحويل قاعة «صنع العالم الحديث». والأكثر إثارة أن المعرض الوطني بلندن أعلن أن جناحاً جديداً سيموّل إلى حدّ كبير من تبرعين بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني لكلّ منهما — مبالغ تفوق جميع التبرعات السابقة للمتاحف البريطانية.
لكن هذه التبرعات الكبرى في المملكة المتحدة مشروطة في الغالب بمشروعات رأسمالية، بينما تجتذب المتاحف الأمريكية أيضاً دخلًا من صناديق غير مقيدة. فعلى سبيل المثال، اعتمد متحف المتروبوليتان في 2024–25 على 259.7 مليون دولار من الدخل الممنوح لدعم العمليات، منها 93.9 مليون دولار أُطلقت من قيود المانحين. بالمقابل، فرص المتاحف البريطانية لتوليد دخل مرن محدودة: برامج العضوية تبقى أحد المصادر القليلة المتاحة — حيث جلبت عضوية تيت 15.6 مليون جنيه في العام الماضي، بينما جمعت عضوية متحف V&A نحو 10.5 مليون جنيه.