أعلنت مؤسسة هنتينغتون الثقافية في منطقة لوس أنجلوس، التي تضم متحفاً للفنون ومكتبة وحدائق نباتية، عن إضافات جديدة إلى مجموعتها الفنية بتمويل من مجلس جامعِي المقتنين الفنيين بالمؤسسة. يختار المجلس سنوياً أعمالاً للاستحواذ استناداً إلى توصيات قيّمي المتحف.
في دفعة هذا العام، شملت المقتنيات: لوحة لتوماس ويك الهولندي من القرن السابع عشر تُجسّد مشهداً للعاصمة لندن؛ نصْباً نصفياً بحجم طبيعي لامرأة سوداء مقيدة بالحبال أنجزه النحات الفرنسي ومناهض العبودية جان-بابتيست كاربو عام 1872؛ عملاً مبكراً للفنانة النسوية جودي شيكاغو؛ لوحة منظر طبيعي متأخر من القرن التاسع عشر للفنان الأميركي الأفريقي الرسّام والخرّيط والحامل للطباعة الحجرية جرافتون تايلر براون؛ لفافة صينية للطاعن تشاو يوان تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر؛ ونسيج فني للفنان المعاصر الكشميري-البريطاني راقِب شو.
تنضم هذه الإسهامات إلى تبرعات سابقة قُدمت للمؤسسة في وقت سابق من عام 2025 من ديبورا لاست ومجموعتي جاي وديبورا لاست، والتي تضمنت تماثيل لهنري مور وجاك ليبشيتز وهاري بيرتويا، ومطبوعات لفرانك ستيلا وآندي وارهول، وأعمالاً على الورق من أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لفنانين أميركيين مثل جيمس مك نيل ويسلر وهنري فارر وجون سلون.
كما تبرّعت عضوة مجلس أمناء هنتينغتون مي-لي ني بثمانية أعمال للفنان الكوبي المولود في أميركا إنريكي مارتينيز سيلايا — وهو أول زميل في الفنون البصرية لدى المؤسسة — ما ضمّ إضافات مهمة إلى مجموعتها القائمة من أعماله، وتمتد هذه مجموعة الهدايا على مدى خمسة وعشرين عاماً من مسيرة الفنان وتشمل لوحات ومنحوتات ووسائط مختلطة ورسوماً وتصويراً فوتوغرافياً.
فيما يلي خمسة أعمال تبرّع بها مجلس المقتنين الفنيين للمؤسسة، مع موجز عن كل منها:
توماس ويك (1616–1677) — منظر لنهر التايمز عند وستمنستر في يوم رئيس البلدية، أوائل ستينيات القرن السابع عشر
لوحة لتوماس ويك تلتقط بهاء احتفال يوم رئيس البلدية في لندن، وهو طقس احتفالي يمتد جذوره إلى القرن الثالث عشر. اشتهر ويك بتصويره الإيطالي للموانئ والسواحل؛ نشأ في عائلة فنية وتلقّى تدريبه على يد أبيه، وقضى فترة في روما بين 1640 و1642 قبل أن يعود إلى هولندا وينضم إلى نقابة سانت لوك في هارلم. زار إنجلترا أوائل الستينيات ويُعتقد أنه أقام بها حتى وقت قريب من وفاته في هارلم. تُعدّ هذه اللوحة من بين القلائل الباقية التي تُظهِر لندن قبل الحريق العظيم عام 1666، وتمنحنا نظرة قيّمة على الحياة التجارية والمدنية في المدينة في القرن السابع عشر.
جان-بابتيست كاربو (1827–1875) — لماذا وُلد مستعبَداً!، 1872
هذا التمثال النصفي بحجم الحياة لواحدة من أشهر أعمال النحات الفرنسي كاربو يصوّر امرأة من أصول أفريقية بملابس رثة ومقيدة بالحبال، وتعبّر ملامحها عن التحدي. صاغ كاربو هذه التركيبة أول مرة عام 1868، وكان ذلك في سياق تاريخي شهد حديثاً إلغاء العبودية في الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات وفي فرنسا منذ نحو عشرين عاماً، بينما كانت لا تزال ممارسة العبودية أو التسامح معها قائمة في مناطق أخرى من العالم. وعلى الرغم من الرسالة المناهضة للعبودية التي يحملها العمل، فإن قراءته المعاصرة قد تبدو أحياناً مثّيرة ومتحيّزة نمطياً. حظي التمثال بشعبية كبيرة آنذاك فأنتج كاربو نسخاً متعددة منه بالرخام والبرونز وبالترّاكاتّا كما هو الحال هنا.
جودي شيكاغو (مواليد 1939) — Pasadena Lifesavers، 1970
أوّل عمل لجودي شيكاغو يدخل مقتنيات هنتينغتون؛ قطعة جدارية من عام 1970 تقع عند مفترق طريق تصاميمها التجريدية المبكرة والأعمال النسوية اللاحقة التي تبدي تصويرات للفرج. خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، كانت شيكاغو تعمل في باسادينا وممارسة بارزة لحقل يُعرف محلياً بنمط “فينش فيتيش” الذي تميّز بأسطح لامعة وملوّنة عالياً، شبيهة بلمعان طلاءات السيارات (وقد التحقت شيكاغو بمدرسة ميكانيك السيارات لتعلّم تقنيات الطلاء التي استخدمتها). بينما نَحوًى مطلقاً كان فنّانون مثل جون ماكراكِن يميلون إلى التجريد الخالص، اتخذت أعمال شيكاغو في سلسلة “منقذات باسادينا” أشكال حرف O التي تستحضر دلالة النشوة والفرج.
جرافتون تايلر براون (1841–1918) — الأخدود العظيم لليلوستون من نقطة المراقبة، 1887
أحد رسّامي المناظر الطبيعية الأميركيين من أصول أفريقية البارزين في القرن التاسع عشر. وُلد براون لأبوين من أحرار ذوي أصول ملونة في بنسلفانيا وتعلّم الطبع الحجرِي في فيلادلفيا. انتقل إلى سان فرانسيسكو عام 1858 وعمل في الطباعة الحجرية، وفي 1867 أسس مطبعته الخاصة G.T. Brown & Co التي أنتجت خرائط وإعلانات ووثّقت مدن منطفنة التعدين في كاليفورنيا وإقليم نيفادا. في ثمانينيات القرن التاسع عشر باع عمله وانتقل إلى كولومبيا البريطانية قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليباشر مسيرة فنية كرسّام مناظر طبيعية. إلى جانب لوحة الأخدود العظيم، تضم هبة مجلس المقتنين لمجموعة هنتينغتون مجموعات من لوحات براون الحجرية الملونة يدوياً من الفترة 1875–1880.
تشاو يوان — البحث عن الزهور في هييانغ، أو الطالب الوسيم الحاصل على المرتبة الثالثة، حوالى 1804
لفافة طولها نحو 33 قدماً من رسم يدوي أنجزه تشاو يوان، الفنان الصيني النشط في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. تعرض اللفافة مشهداً لطالب شاب في حديقة، ويحتوي العمل على أكثر من أربعين نقشاً خطّياً، ما يشير إلى توقّعاته أو رغبته في النجاح في الامتحانات الإمبراطورية، وتوفّر اللفافة نافذة إلى ثقافة ونمط حياة المسؤولين الصينيين في تلك الحقبة. اثر هذه اللفافة لا يقتصر على البعد البصري وحده بل يمتد إلى القيمة التاريخية والاجتماعية التي تحيل إليها الكتابات المصاحبة.