العملية السريعة والوقحة التي شهدها متحف اللوفر يوم الأحد، حين اقتحم لصوص مقنعون المتحف نهارًا وسرقوا مجوهرات كانت تملكها في سابق عهدها الإمبراطورية نابليون الثالث والإمبراطورة أوجين، تتحوّل إلى إحراج متصاعد للمؤسسة. ومع احمرار المسؤولين الفرنسيين من سهولة تنفيذ السرقة وتسريب تدقيق أظهر أن أنظمة الأمن «قديمة وغير كافية»، كشفت حكومة إيمانويل ماكرون أن المسروقات لم تكن مؤمّنة تأمينًا خاصًا.
هذه الحقيقة أوجعت المتحف بشكل خاص لأن قيمة المجوهرات قُدّرت بنحو 102 مليون دولار، بحسب ما أعلن المدعي العام في باريس يوم الثلاثاء، بعد أن وصفتها السلطات سابقًا بأنها ذات «قيمة لا تُحصى».
المسلحون، الذين لا تزال السلطات تبحث عنهم، دخلوا إلى اللوفر عبر مصعد أثاث وصولًا إلى الطابق الأول. ثم قاموا بفتح صناديق العرض وقطع الزجاج المسوَّر، فاستولوا على بروش مرصع بالماس كان يعود للأمبراطورة، بالإضافة إلى تيجان وقلائد. وقد امسكوا بتاج الإمبراطورة لكنهم سقطوه أثناء هربهم.
ووفقًا لوزارة الثقافة الفرنسية، فإن الدولة لن تُعوَّض عن الخسائر المرتبطة بهذه القطع إذا لم تُستَعدّها الشرطة. لا تزال التحقيقات جارية، لكن الخيوط لم تثمر كثيرًا حتى الآن.
وقال متحدث باسم الوزارة في تصريح نُقل أولًا عن صحيفة لو باريزيان: «الدولة تتصرف كأنها شركة تأمين بنفسها حين تكون مقتنيات المتاحف الوطنية في مكان حفظها الاعتيادي.»
عادةً ما تكون الدولة مسؤولة عن الأعمال والقطع التابعة للمجموعات الوطنية، لكن المتاحف تلجأ إلى شراء تغطية تأمينية عند نقل الأعمال أو إقراضها لمؤسسات أخرى؛ فالوزارة أشارت إلى أن قيمة التأمين «غالبًا ما تفوق قيمة شراء العمل نفسه».
المؤسسات الخاصة، مثل مجموعة بينو أو مؤسسة لويس فويتون، تشتري عادةً وثائق تأمين تجارية لمجموعاتها.
شارلي هوريل، رئيس قسم الفنون الجميلة لدى وسيط التأمين الدولي ماش، قال لصحيفة فاينانشال تايمز إن «مؤسسة بحجم اللوفر من المستحيل تقريبًا أن تؤمّن مجموعتها كاملة.» وذكرت الصحيفة أن تغطية الفنون الجميلة في سوق التأمين التخصصي في لندن تقدر بحوالي أربعة مليارات دولار.
وقال بعض كبار مسؤولي سوق التأمين للصحيفة إن مجموعة اللوفر وحدها «ستغرق السوق… إذ إن كنوزًا تتراوح من لوحة موناليزا لليوناردو دافنشي إلى أبو الهول الكبير لتانيس يصعب جدًا تقييمها أو تسعيرها.»
مقالات ذات صلة