مايكل إتش سميث، فنان وتاجر ومنسق معارض عُرف بتقديره للتجريب، ولعب دوراً محورياً في تطور المشهد الفني بجنوب كالفورنيا خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، توفي في 31 أكتوبر بمدينة سانتا باربرا عن عمرٍ ناهز 80 سنة. لم تُعلَن أسباب الوفاة.
بدأ سميث مسيرته في عالم الفن بلوس أنجلوس بفتح صالته التي حملت اسمه في 936 نورث لا سيينيغا بوليفارد عام 1971. أُغلِق هذا الصالون بعد سنوات قليلة، فانصرف سميث إلى التعامل الخاص وأصبح شريكاً في معرض جاك جلين، الذي كان له فروع في كورونا ديل مار وسان دييغو.
بعد فترة قصيرة قضاها مديراً للتنمية والعضوية في متحف نيوبورت هاربر للفنون (المعروف اليوم باسم متحف لانغسون التابع لجامعة كاليفورنيا في إيرفين بمقاطعة أورانج)، تولى سميث إدارة معرض باكستر الفني في معهد كاليفورنيا للتقنية (كالتيك). وخلال فترة ولايته من 1977 إلى 1982، نظم معارض لفنانين بارزين مثل هانز هاكه، لادي جون ديل، ريتشارد تتّل، تيري ألين، بيرينيس أبتون، وسيّاه أرمجاني، وغيرهم. أُغلق معرض باكستر عام 1985، وأُهديت سجلاته إلى سجلات السميثسونيان للفنون الأمريكية في السنة التالية.
لم تكن توجهات سميث الذوقية دائماً محل ترحيب من مجتمع كالتيك، لكن معارضه — التي كانت تميل إلى إبراز بعض من أكثر الفنانين إثارة في تلك الحقبة — وفرت منصة على الساحل الغربي لعرض أعمالهم.
في تصريحٍ أرسله إلى ARTnews، قال التاجر في لوس أنجلوس كريج كرول: «مساهمات مايكل سميث في تاريخ فنون جنوب كالفورنيا جوهرية ومهمة. هو قطعة أساسية في اللوحة الأوسع المكوّنة من أشخاص اهتموا بالأفكار والاستكشاف الفني داخل هذه المجتمع. إنه نوع أمين من المنسقين الذين أكنّ لهم إعجاباً واحتراماً، شخص خاطِر يأخذ المخاطر بحدسه وبلا تردّد، مؤمناً بآرائه وملاحظاته، ودافعاً لمشاركتها.»
وُلِد مايكل إتش سميث في 21 أغسطس 1945 في باسادينا بكالفورنيا. كان من أعضاء الدفعة الأولى المتخرّجة من قسم المدارس الثانوية في مدرسة باسادينا البوليتكنيك عام 1962، حيث تميّز أيضاً كرياضي مشارك ونَلَ مردوداتٍ مُتعددة في كرة القدم وكرة السلة والبيسبول وألعاب المضمار. وصفه مراسل الرياضة في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، جيم موراي، بقوله: «هذه أوّل مرّة أرى فيها نصف ظهير يندفع إلى خط النهاية والكرة تتبعه كأنها تسير في فراغ خلفه.»
التحق سميث أولاً بكلية مينلو في آثورْتون، حيث لعب كرة القدم أيضاً، قبل أن ينتقل إلى جامعة جنوب كالفورنيا (USC) حيث أكمل دراساته الجامعية والعليا في تاريخ الفن مع تركيز على علم المتاحف.
بخلفيته تلك افتتح صالته ثم انتقل تدريجياً للعمل كمنسق داخل مؤسسات، حتى ترأس معرض باكستر الفني. بعد مغادرته ذلك المتحف الجامعي عام 1982، أسّس سميث شركة استشارية بعنوان Business of Living for Artists عملت مع فنانين بينهم ديفيد أنتن، وإلينور أنتن، وناثان أوليفيرا.
في ثمانينات القرن الماضي شغل أيضاً منصب محاضر في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، ونظّم معارض في مركز ARCO للفنون البصرية، ومتحف لوس أنجلوس البلدي للفنون، ومتحف لاجونا بيتش للفن. بين 1996 و1999 عمل في معرض مانّي في سانتا باربرا حيث نظم معرضاً حول مطبعة الطبعات الفنية Gemini G.E.L. ضم أعمال جون بالديساري، وفيليب غاستون، وديفيد هوكني، وإلسورث كيلي، وروي ليختنشتاين، وغيرهم.
كان سميث نفسه فناناً، عملَ أساساً في مجال التصوير المفاهيمي. عرض كرول بعض أعماله في معرضه في سانتا مونيكا، مُعقباً: «كان مايكل أيضاً فناناً تصوراتياً رفيعاً في صفّ زملاء مثل روبرت كامينغ وجيري مكميلان، الذين أعادوا تعريف ما يمكن أن تكون عليه الصورة الفوتوغرافية وكيف يمكن أن تعمل كبيان تصوري أو لغز فكري.»
في 2022 ساهم كرول في تسهيل حصول معهد جيتي للأبحاث على أوراق سميث المؤرّخة من 1959 إلى 2018؛ ويقاس الأرشيف بنحو 22.93 قدم خطّي. وصف كرول المجموعة بأنها تضم «رسائل ووثائق حيوية من سنواته القيادية لمعرض باكستر في كال تيْك خلال فترة من المعارض المحورية.»
في سنواته الأخيرة أسّس سميث منظمة غير ربحية لأبحاث الحياة البحرية تُدعى Gray Whales Count، قضى من أجلها عدة أشهر كل عام يتتبع أنماط هجرة الحيتان الرمادية. وأضاف كرول: «أن يقضي السنين الأخيرة من حياته في عدّ الحيتان المهاجرة من شرفة تُطلّ على المحيط الهادئ دليل على ذلك الانسجام الطبيعي الذي شعر أنه مرتبط به داخلياً.»