أطلقت مسابقة يوروفيجن للأغنية هوية بصرية متجددة احتفالاً بمرور سبعين عاماً عليها، وكانت خطوة بعيدة عن التحديثات النمطية المتكررة التي نراها عادة على هذا النطاق. الإعلان الرسمي من الاتحاد الأوروبي للبث (EBU) يمثل أول تطور جوهري للعلامة منذ عقد، ويتضمن شعاراً جديداً، ونوع كتابة مخصص، ونظام تصميم رقمي مُعدّ للوضوح العالمي والتناسق عبر الشاشات.
برزت المفاجأة في أن المشروع لم تُنجزه شبكة وكالات عملاقة، بل قادته آمي بيدفورد مؤسِّسة شركة PALS في شيفيلد، مع فريق مختار من أكثر من عشرين مستقلاً من حول العالم. آمي التي قادت سابقاً استراتيجية علامة يوروفيجن لدى البي بي سي 2023 وصاغت عبارة “متّحدون بالموسيقى” اعتبرت هذه الفرصة لإعادة تصور عملية إبداعية عالمية المستوى خارج عواصم مثل لندن.
تقول آمي إن التجربة برهنت أن “ليس من الضروري أن تكون مؤسسة عالمية لتُقدّم هوية بصرية عالمية”، مشددة على أن نموذج الوكالات الكبير يعاني من ترهل مواردي يؤدي إلى نتائج متوسطة باهظة التكلفة، بينما يوفر النموذج الأصغر مرونة في التفكير وسرعة في اتخاذ القرار وجودة في التنفيذ.
الشعار المُعاد تصوّره حافظ على الطابع اليدوي للاسم المكتوب لكنه صار علامة فريدة موحَّدة. أيقونة القلب الشهيرة بقيت في مركز الانتباه، لكنها أُعيدت كقاعدة لنظام مرن رقمياً يمكنه التبدّل في الأسلوب واللون والحركة ليتلاءم مع دول الاستضافة أو موضوعات الحملات أو هويات الفنانين، من دون أن يفقد جوهر يوروفيجن. استبدلت عائلة الخطوط الجديدة باسم Singing Sans بديلة عن Gotham السابقة، مانحة العلامة صوتاً طباعياً مميّزاً مع إمكانيات زخرفة اختيارية، وإلى ذلك أُرفق نظام موارد رقمية واسع، ولوحة ألوان شاملة، وسلوك مرئي معرف للعلامة.
تصف آمي النظام بأنه “علامة حية تتنفس”، مع قلب متحول أطلقوا عليه اسم قلب الحرباء، قادر على امتصاص الإيحاءات الثقافية والطاقة الموسيقية في الوقت الفعلي. للاحتفال بالذكرى السبعين ينساب الشعار بتحريك ثلاثي الأبعاد مكوّن من سبعين طبقة، كل طبقة تمثّل سنة من تاريخ المسابقه.
يأتي التجديد في وقت توسّعت فيه قاعدة المشاهدين العالمية ليوروفيجن أكثر من أي وقت مضى؛ ففي عام 2025 وحده حقّقت منصات المسابقة الرسمية أكثر من ملياري انطباع رقمي. ومع هذا النطاق الواسع كان ضرورياً أن تعمل العلامة بكفاءة على شاشة الهاتف الذكي كما تعمل على مسرح الملعب.
يرى مارتن غرين مدير مسابقة يوروفيجن أن الهوية الجديدة تجمع بين تكريم الماضي وتأمين العلامة للمستقبل، قائلاً إنها جريئة ومرحة ومفعمة بالقلب — تماماً كروح المسابقة نفسها. وأضاف أن التصميم المحدث سيسهم في توحيد مشاريع يوروفيجن المتنامية تحت لغة بصرية واحدة، فضلاً عن تقوية الحماية التجارية والتناسق عبر الأسواق.
بالنسبة لآمي، كان المشروع بياناً عن إمكانيات الإبداع خارج العواصم التقليدية: “شيفيلد سيئة السمعة في الترويج لنفسها”، وتضيف أنها تأمل أن يسلّط هذا العمل الضوء على المواهب الإقليمية ويُظهر أن الإبداع العالمي المستوى ليس حكراً على العاصمة. من مقرّها في جنوب يوركشاير نسّقت فريقاً عالمياً من مصممي أحرف، وفناني ثلاثيّات الأبعاد، ومصممي حركة واستراتيجيين — بمن فيهم أحد أبرز مصممي الشعارات في العالم — للعمل على هوية قابلة للنمو مع المسابقة.
تضحك قائلة إنها لم تُدرك إلا في منتصف المشروع أن يوروفيجن يجذب مشاهدة أكثر من سوبر بول، لكنها ترى أن صغر حجم الفريق سهل بناء علاقات وثيقة مع فريق الاتحاد الأوروبي للبث مما عزّز التعاون. ستبدأ الهوية الجديدة بالانتشار تدريجياً على منصات يوروفيجن وفعالياته وحملاته خلال الأشهر المقبلة، تمهيداً لانطلاق الدورة السبعين في فيينا، النمسا.