إلى جانب التأثير البصري لعمله، تلعب عناوين يي دورًا محوريًا في تشكيل تجربة المتلقي. عناوينه، المستمدة في أغلب الأحيان من محطات الحياة اليومية، تُختار بعناية لتحريض الفكر وخلق حوار مفتوح بين النص والصورة. تضيف هذه العناوين طبقة دلالية إلى التركيب التجريدي، مقترحة سردًا محتملًا من دون أن تفرض تفسيرًا نهائيًا. كما يوضح يي: «غالبًا ما يأتي العنوان أولًا — قبل أن تلامس الفرشاة القماشة. أجمع عبارات من الحياة اليومية التي تترك فيّ انطباعًا قويًا، أسجلها كقطع حسية. أتعامل مع هذه العناوين كجزء من العمل، فلا أكتفي بتسميتها فحسب».
تؤكد هذه المقاربة إيمان يي بقدرة الكلمة على إضافة عمق وتعقيد للفن البصري. بدل أن يوفر العنوان سياقًا واضحًا أو تفسيرًا جاهزًا للصورة، يعمل كاستفزاز دقيق يدعو المتلقي للانخراط مع اللوحة على مستوى أعمق وأكثر تأمُّلًا. تعكس هذه العلاقة بين الصورة والنص فلسفة يي الفنية الأوسع، التي تقدر التساؤل حول البنى القائمة واحتضان حالة اللايقين.
تتكرر في أعمال يي صورة الحيوانات، خصوصًا الرئيسيات والكلاب؛ وهي حيوانات استخدمت تاريخيًا كمواضيع للبحث العلمي في دراسات التشريح واستكشاف الفضاء، فتتحول إلى استعارات لمستقبلٍ افتراضي للإنسانية. يقول: «أرى في هذه الحيوانات انعكاسًا للطموح الإنساني، تتحول أجسادها إلى مواقع لرغبات مُسلَّطة». التمثيل المتكرر للرئيسيات، بما تحمله من بدنية شبيهة بالبشر، يخلق إحساسًا بالألفة والاغتراب معًا، مستحضرًا ماضٍ تطوريًا ومستقبلاً محتملاً للحالة الإنسانية.
من خلال معالجته للرئيسيات، يدعو يي المتلقي إلى مواجهة القلق المحيط بالتقدم البشري والهوية والتكاثر. الحضور المربك للعيون المتعددة، والأجزاء الجسدية الممزقة، والأطراف المفككة يُولِّد شعورًا بعدم الارتياح يعكس الحالة المجزأة للعالم المعاصر. كما أن شخصياته، سواء كانت بشرية أو شبيهة بالبشر، ترفض التصنيف السهل، فترمز إلى الغموض واللايقين الذي يختلط بالوجود المعاصر.
حجم لوحات يي عنصر آخر أساسي في ممارسته. غالبًا ما تكون أعماله كبيرة، تملأ القماش بتفاصيل دقيقة تدعو إلى تفحص مُجْهِد. يشرح يي: «يُحدَّد مقياس عملي بنحو تَحوُّل وتشكيل الصورة في مرحلة الرسم الأولي. فلا ألتزم بحجم ثابت، بل أبني التكوين وفق ما يطلبه العمل». يكبر مقياس اللوحة من أثر التجزئة الحسية للأشكال، ويغمر المشاهد في عالم من التنافر البصري.
تقترب أعمال يي أحيانًا من ملامح الفن الرقمي أو ما يبدو مولَّدًا بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات عن علاقته بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يعترف يي بتأثره بجماليّات العصر الرقمي، لكنه يصرّ على أن ممارسته أقرب إلى «النهوج البنيوية والتفكيكية» منها إلى الفن الرقمي المباشر. كما يقول: «رغم أن عملي لا يتعامل مباشرةً مع الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا الرقمية، من الصعب فصله تمامًا عن تأثير الجماليّات التكنولوجية الحديثة. الفن الرقمي تطور طبيعي للممارسة الفنية، كما احتضن السريالية والدادائية آليات التكاثر الميكانيكي. أقدّره كجزء لا يتجزأ من ثقافة البصرية المعاصرة».