لندن تقدم أكثر من خيمة فريز لندَن الاستعراضية: المشهد الفني هذا الموسم واسع ومتماسك في آن، حيث تتقاطع معارض بارزة تُعلي من صوت التعبير الفني الأسود وتعيد قراءة التاريخ بعد الاستعماري، جنبًا إلى جنب مع استكشافات الحداثة والتجريد والتصميم والصوت.
المدخل العام
تُعيد مجموعة المعارض الحالية تشكيل خريطة العرض في المدينة: من الأكاديميات الكبرى إلى المساحات الأصغر في شرق لندن، ومن قطع الأثاث القوطية إلى المعارض التي نمت في مقاهي ومحلات قديمة—جيل جديد من تجار الفن يعيد التفكير في كيفية عرض العمل الفني وتجربة المشاهدة، في وقت تشهد فيه العاصمة تغيّرات في الأذواق، وظهور جامعين جدد، وإعادة كتابة للتواريخ الثقافية.
«الحداثة النيجيرية: الفن والاستقلال» — Tate Modern
يفتتح هذا المسح الواسع قبل أسبوع فريز مباشرة، ويضم أكثر من 250 عملاً لأكثر من خمسين فنانًا، من بينهم أوزو إغونو، لادي كوالي، وبن إنوونو، إلى جانب شبكات مثل جمعية زاريا ونادي ماباري للفنانين والكتاب. المعرض يعيد تسليط الضوء على لغة هجينة تشكلت عبر تلاقح محلي وعالمي، وهي لغة لم تجد مكانها بعد في المؤسسات الكبرى حتى الآن. من الجدير مشاهدة هذا العرض بالتوازي مع معرض كيري جيمس مارشال في الأكاديمية الملكية الذي يعيد تأطير السرد الغربي للتاريخ الفني ويفتح نافذة لتمثيلات كانت مهمشة لفترات طويلة.
«ريان غاندر: لقد تعثّرت برغبتي» — Camden Art Projects
كجزء من فعاليات أسبوع فريز، يقدم ريان غاندر عرضًا جديدًا مُنظَّمًا بواسطة المخرجة هالة مطر في كامدنن بمزيج مميّز من السخرية والملاحظة. الفنَّان، الذي يعيش مع شكل من أشكال ضمور العضلات، يبرع في نقل خبرته الجسدية داخل المدينة بلغة حسّية تجمع بين الطرافة والضعف والدقة. مشاريع غاندر تمتد في أنحاء لندن: منحوتات قابلة للنفخ ستنشط ساحة غاليري ليسون، ولجائزته العامة في حديقة إيليفنت بارك دلالة على حضور دائم في الفضاء العام.
«الرغبات المكشوفة: الفيتشية والإيروتيكية في السريالية، 1880–اليوم» — Richard Saltoun Gallery
عرض حميمي يتتبع تشابك تاريخ الفيتشية والإيروتيكية مع السريالية من الرمزية في نهاية القرن إلى الفن المعاصر، مع أعمال لهانس بيلمر، ليونور فيني، لويز بورجوا، ورينات بيرتلمان. ريتشارد سالتون معروف بدعمه للفنانات اللواتي عاش كثير منهن في الظل، خصوصًا خلف ستار الستار الحديدي، ويبدو معرضه انعكاسًا لتحول سوقي وثقافي يتجه نحو استكشاف كانتونات بديلة بعيدًا عن صيحات المعاصرة الفورية.
«ريك أوينز: الصدأ لا ينام» — Carpenters Workshop Gallery
في قاعة لادبروك الفخمة بغرب لندن، يتحول مصمم الأزياء ريك أوينز إلى صنع قطع أثاث نحتية تتماهى مع جماليات التحلل والصدأ، بتوظيف المعادن والألباستر والراتنج. بتناغم بين القسوة والرقي، تتلاشى متانة القطع بمرور الزمن لتصبح دروسًا في التحول والفساد البنيوي—عنوان المعرض تذكير حاد بأن كل شكل، حتى الجسدي، خاضع للانكماش والاضمحلال. الافتتاح تميز بأمسية مزيّنة باللازانيا المفككة ومارتينيات ميزكال وموسيقى إلكترونية تحت ضوء أحمر.
«دانييل فريتويل — مشاهد الطاولات» — Alice Amati Gallery
عرض الفنانة الأمريكية دانييل فريتويل يحوّل طاولات بسيطة من فواكه وزجاج وكتان إلى نقوش رمزية غريبة تتراكم كصفحات مخفية. تمتزج تقنياتها بين الزيت والطباعة، حيث تُضغط الأنسجة المغماسة بالصِباغ على القماش لتترك آثارًا أشبه بالأشباح. أليس أاماتي تمثل جيلًا جديدًا من صالونات لندن الذي يخاطب جامعين شبابًا ذوي خلفيات تقنية ومالية يبحثون عن أصوات جديدة في الرسم المعاصر.
«فولفغانغ تيلمانس: البناء من هنا» — Maureen Paley Gallery
في شرق لندن، يفتتح معرض مورين بالي المجدد ليستضيف أعمالًا فوتوغرافية حديثة لتيلمانس—طبيعات صامتة وبورتريهات وتجريدات تغمرها معرفة هايبر-ريالية. المكان نفسه جزء من تاريخ تيلمانس في المدينة، ما يضفي على العرض طابعًا ذا صلة عاطفية ومهنية ويؤكد أهمية العلاقات الطويلة الأمد في عالم معرض سريع الزوال.
«بيتر دويغ: بيت الموسيقى» — Serpentine South
لمَن يبحث عن ملاذ من ضجيج فريز التجاري، يقدم بيتر دويغ تجربة حسّية في هايد بارك حيث يدمج اهتمامه بالموسيقى مع لوحاته: سماعات آنالوجية محوّلة، أجهزة تشغيل أسطوانات، ومجموعات تسجيلات تعيد تشكيل الفضاء بين مرسم الفنان ومتجر الأسطوانات. يذكّر العرض بأنّ الرسم قادر على العمل كموسيقى—من خلال النغم والعود والجو—ويكافئ من يطفئ الهاتف ويصغي طويلاً.
خلاصة
تنعكس في هذه التظاهرة مدينة في حالة تحوّل: أذواق متبدلة، جامعون جدد، وإعادة كتابة للتواريخ تسهم جميعها في إعادة تعريف موسم لندن الثقافي، فتجعل من العاصمة مسرحًا حيويًا للحوار العالمي حول التمثيل والوجود والسلطة في الفن.