اندلعت اشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن في بوينس ايرس بعدما خرج آلاف الناس إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة إثر قضية تعذيب وقتل شابتين ومراهقة بُثت مباشرة على شبكات التواصل، بحسب اتهامات تؤجّج غضب المواطنين ضد عصابة يشتبه في كونها متورطة بالاتجار بالمخدرات.
تظاهر الآلاف يوم السبت احتجاجاً على الجرائم التي صدمت الأرجنتينيين بعدما تبيّن أن عملية القتل نُقلت مباشرة عبر منصة إنستغرام وشاهدها نحو 45 مشتركاً في حساب خاص، وفق تصريحات المسؤولين.
عُثر يوم الأربعاء على جثث مورينا فيردي وبريندا ديل كاستيو، ابنتي عمّ في العشرين من العمر، والمراهقة لارا غوتيريز البالغة 15 عاماً، مدفونة في فناء منزل بضاحيةٍ جنوبية بالعاصمة، بعد خمسة أيام على اختفائهن.
أوضح المحققون أن الضحايا خُدعّن فظناً منهن أنهن ذاهبات إلى حفلة، ثم جُرّين إلى سيارة فان في 19 سبتمبر، ويُشتبه أن الهدف كان معاقبتهن بسبب افعالهن وإنهاكٍ للآخرين كتجسيدٍ لتحذير.
قال خافيير ألونسو، وزير الأمن في مقاطعة بوينس ايرس، إن الشرطة عثرت على شريط مصوّر للقتل الثلاثي بعد أن أقرّ مشتبه به بوجوده أثناء الاستجواب.
في المقطع الصوتي يُسمع زعيم العصابة يقول: «هذا ما يحدث لمن يسرق مخدراتي.»
نقلت وسائط إعلام أرجنتينية عن شهود ومصادر أن المعذبين قطعوا أصابع الضحايا وقلعوا أظافرهن وانهالوا عليهن ضرباً حتى فقدن الوعي ثمّ خنقنَّ.
بينما سار معظم المتظاهرين سلمياً، شهدت الاحتجاجات مواجهات محدودة مع الشرطة التي دفعت بعصيها ودروعها لإبعاد مجموعاتٍ حاولت الاقتراب، كما تظهر لقطات فيديو وصور نُشرت على موقع لا إيسكويردا دياريو.
تجهّمت المسيرة نحو مبنى البرلمان وحمل أقارب الضحايا لافتةً مكتوباً عليها أسماؤهن: «لارا، بريندا، مورينا»، وصوراً تذكارية للثلاثة.
قال ليونيل ديل كاستيو، والد بريندا، للصحافيين: «يجب حماية النساء أكثر من أي وقت مضى.» وأضاف أنه لم يستطع التعرف على جثة ابنته نتيجة الوحشية التي تعرّضت لها.
شهدت المظاهرة شعارات عدة منها: «ناركوفيميسيد!» ولافتات تقول: «حياتنا ليست مهملة!» ورغم الحزن والغضب، ضرب المتظاهرون الطبول وندّدوا بتقاعس إدارة الرئيس خافيير ميلي أمام ما وصفوه بتنامي نفوذ شبكات المخدرات.
أظهرت صورة متداولة على منصات التواصل متظاهرين وهم يحرقون صورة ميلي وبعض حلفائه السياسيين.
برزت مشاهد مؤثرة لعائلة الضحايا؛ جدّهن أنطونيو ديل كاستيو باكٍ ووصف القتلة بأنهم «آكلى دماء»، وقال متهكماً: «حتى الحيوان لا يُعامَل بما عاملوا به بناتنا.»
أعلنت وزيرة الأمن القومي باتريسيا بولريتش عن توقيف مشتبه خامس في القضية، ليبلغ مجموع الموقوفين ثلاثة رجال وامرأتان. ويفيد البيان أن المشتبه به الخامس متهم بتقديم دعم لوجستي بتوفير مركبة استُخدمت في الجريمة، وقد ألقي القبض عليه في مدينة فيلازون الحدودية مع بوليفيا.
كما نشرت السلطات صورةً يُزعم أنها للعقل المدبّر، شاب بيروفي نحو العشرين من العمر لا يزال فارّاً.
من جهتها نفت شركة ميتا، المالكة لمنصة إنستغرام، أن البث المباشر قد جرى عبر منصتها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.