أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عفواً مخففاً عن جورج سانتوس، النائب الجمهوري السابق المحكوم عليه بالسجن سبع سنوات بتهم الاحتيال وسرقة الهوية، وأمر بإطلاق سراحه فوراً.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قال ترامب إن سانتوس «تعرض لمعاملة فظيعة»، وأضاف: «لذلك وقَّعت للتو عفواً مخففاً يُخرِج جورج سانتوس من السجن فوراً. حظاً سعيداً يا جورج، أتمنى لك حياة رائعة!»
كان النائب السابق سادس شخص في تاريخ الولايات المتحدة يُطرَد من الكونغرس، بعدما أصدرت لجنة أخلاقيات مخزية تقريراً ضده عام 2023.
اعترف سانتوس بسرقة هويات 11 شخصاً، بينهم أفراد من عائلته، وهو يقضي الآن عقوبته في سجن منخفض الأمن في نيوجرسي.
عند النطق بالحكم في أبريل قال القاضي له: «انتُخبت بأقوالك، ومعظمها كانت أكاذيب».
وبحسب التقارير بكى في قاعة المحكمة وتضرع طالباً المغفرة: «لا أستطيع إعادة كتابة الماضي، لكن بوسعي التحكم في الطريق أمامي».
جادل المدعون أن السياسي المبتدئ كذب بشأن خلفيته وساء استخدام أموال الحملة لتمويل أسلوب حياته.
في منشوره برر ترامب القرار بالهجوم على نائب ديمقراطي، السيناتور ريتشارد بلومنتال، متّهماً إياه بتلفيق سيرته العسكرية في الجيش الأمريكي. وكتب ترامب: «هذا أسوأ بكثير مما فعله جورج سانتوس، وعلى الأقل كان لسانتوس الشجاعة والقناعة والذكاء ليصوت دائماً للحزب الجمهوري!»
سبق أن دعا ترامب إلى فتح تحقيق في مزاعم بلومنتال. وقد اعترف الديمقراطي بأنه أخطأ مراراً في حديثه عن فترته العسكرية، لكنه قال إن هذه الزلات تعود لأكثر من عقد مضى. وقال بلومنتال لقناة سي إن إن هذا الشهر: «هذا الاتهام قبل 15 عاماً رفضه ناخبو كونيتيكت ثلاث مرات حين أعادوني بأغلبية ساحقة».
قال محامٍ عن سانتوس لوكالة أسوشيتد برس إنه لم يتضح بعد متى سيُفرَج عن موكله. وأضاف أندرو مانسيلا: «فريق الدفاع يحيي الرئيس ترامب على قيامه بالشيء الصحيح». «كانت العقوبة طويلة جداً.»
بدأ تدهور سمعة سانتوس بعدما نشرت نيويورك تايمز في 2022 تحقيقاً كشف أن النائب الجديد كذب في سيرته الذاتية، ادّعى امتلاكه شهادة جامعية وعمله لدى سيتى جروب وجولدمان ساكس. ومن هناك تراكمت الأكاذيب، بما في ذلك اتهامات بأنه سرق أموالاً من تبرعات لحملة إنقاذ كلب محتضر وكذّب بشأن نجاوة والدته من هجمات 11 سبتمبر. وبعد ذلك بوقت قصير بدأ كل من المسؤولين المحليين والفدراليين التحقيق.
وُجّهت إليه في نهاية المطاف تهم جنائية فدرالية تبلغ 23 تهمة، وفي 2023 أصبح أول عضو يُطرَد من الكونغرس منذ أكثر من عشرين عاماً، وسادس عضو في التاريخ يُطرد.
اتهم تقرير لجنة أخلاقيات مجلس النواب سانتوس بإساءة استخدام أموال الحملة لمنافع شخصية، شملت حقن تجميل (بوتوكس) واشتراكات على موقع OnlyFans.
هزم سانتوس نائباً ديمقراطياً شاغلاً للمنصب في 2022، محولاً الدائرة التي تضم أجزاء من لونغ آيلاند وكوينز، المنطقة التي نشأ فيها، إلى مقعد جمهوري.
في وقت سابق من هذا الأسبوع نشر سانتوس رسالة مفتوحة إلى ترامب في صحيفة South Shore Press في لونغ آيلاند، جدد فيها استجداءه لمنحه العفو. حملت الرسالة عنوان «نداء عاطفي للرئيس ترامب» وطالب فيها «بفرصة للعودة إلى عائلتي وأصدقائي ومجتمعي».
كتب أنه وُضِع في الحبس الانفرادي بعد تهديد بالقتل في أغسطس، واعتذر عن أفعاله. وخاطب الرئيس قائلاً: «سيدي الرئيس، لا أطلب التعاطف، بل أطلب العدالة — فرصة لإعادة البناء». وأضاف: «أدرك أنني ارتكبت أخطاء في الماضي. تحملت نصيبي من العواقب وأتحمّل المسؤولية كاملة عن أفعالي. لكن لا إنسان، مهما كانت عيوبه، يستحق أن يُنسى في النظام ويُعاقَب بما يفوق ما تتطلبه العدالة.»
أصدر ترامب سابقاً عفوات لاثنين على الأقل من النواب الجمهوريين السابقين منذ توليه منصبه مجدداً في يناير. في مايو عفا عن النائب السابق مايكل غريم، الذي اعترف في 2014 بجرائم ضريبية. كما عفا عن حاكم كونيتيكت السابق جون رولند، الذي اعترف في 2004 بتهم فساد واحتيال.