أجداد فلسطينيون يعتنون بـ٣٦ طفلاً يتيماً بعد مقتل ذويهم في غزة أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أكثر من 39 الاف طفل في غزة فقدوا أحدَ أو كلا والديهما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل عامين.

في تقرير صادر عن المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني في أبريل، أعلن أن أكثر من 39 ألف طفل فقدوا أحدًا أو كلا والديهم، من بينهم نحو 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين منذ أكتوبر 2023. هذه الأرقام تعكس حجم فقدان أجيال كاملة وتزيد من عمق الصدمة لدى المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

في أطلال مدينة غزة، تتولى الآن أسرة واحدة تربية 36 حفيدًا فقدوا والدَيهم جميعًا، بعد مقتل خمسة من أبناء الزوجين خلال الحملة الإسرائيلية المستمرة على غزة. منذئذٍ، صار حامد وريدة عليوا مسؤولين عن هؤلاء الأطفال اليتامى، ويواجهان تحديات يومية لا تُحصى في تأمين الغذاء والماء والحماية والرعاية الخاصة التي يحتاجها الصغار.

تقول ريدة، البالغة من العمر ستين عامًا، لـالجزيرة: «هؤلاء الأطفال بحاجة إلى رعاية. يحتاجون طعامًا وماءً وانتباهًا خاصًا. إنها مسؤولية هائلة تثقل كاهلي وتسبب لي توترًا شديدًا». وفي وصفها لفقدان أبنائها تضيف: «لن أكذب إن قلت إنني لا أشتاق إليهم. أفتقدهم بشدّة؛ قلبي يئن عليهم. كانوا كلّ شيء بالنسبة لي، والآن أنا أعتني بأطفالهم الجرحى».

كل واحد من هؤلاء الأطفال عاش ألم الحرب؛ تعلّموا تقاسم رغيف خبز واحد والنوم على وقع الانفجارات. يستيقظ حامد وريدة كل صباح ليس من أجل نفسيهما، بل من أجل أولئك الذين صاروا ينادونهما أمًّا وأبًا.

بلغت حصيلة الضحايا من الأطفال آلاف القتلى، حيث قُتل طفل واحد تقريبًا كل ساعة خلال العامين الماضيين، وفقًا لما وثقته تقارير عدة. وقدّرت اليونيسف أن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف طفل في غزة فقدوا أحد أطرافهم أو أكثر نتيجة الإصابات.

يقرأ  تيسلا تطالب محكمة ديلاوير باستعادة حزمة مكافآت ماسك بقيمة ٥٦ مليار دولار

أيام عائلة عليوا تمرّ كمعاناة مستمرة: البحث عن طعام، جلب ماء نظيف، ومحاولة تأمين مأوى مؤقت والحفاظ على سلامة الصغار في ظل غياب أي ضمانات أو مأوى دائم أو يقين بشأن ما سيأتي به الغد.

دخل وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية حيز التنفيذ في 10 أكتوبر. ومنذ بداية التهدئة، عاد حوالي 473,000 شخص إلى شمال غزة، حيث يواجهون دمارًا واسعًا في الممتلكات ونقصًا حادًا في الضروريات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء، بحسب الأمم المتحدة.

يقول حامد عن حياته اليومية: «نعيش تحت صوت طائراتٍ مسيّرة يوقظنا طوال الليل، ونخشى أن تعود الحرب في أي لحظة».

أضف تعليق