وفاة زعيم المعارضة الكيني رايلا ادينغا عن 80 عاماً أثناء تلقيه العلاج في الهند
انهار زعيم المعارضة الكيني رايلا أودينغا صباح يوم أثناء نزهة مشي في جنوب الهند حيث كان يتلقى علاجاً طبياً، وتأكدت وفاته عن عمر يناهز الثمانين عاماً وفقاً لما أفادت به الشرطة المحلية ومسؤولو المستشفى.
وأكد مستشفى ديفاماتا في ولاية كيرالا الجنوبية لوكالة أسوشيتد برس أن أودينغا تعرض لأزمة قلبية. وقد كان في صحبة شقيقته وابنته وطبيبه الخاص وضباط أمن هنود وكينيون عندما سقط فجأة أثناء الجولة الصباحية.
وقال كريشنان م، المفتش الإضافي للشرطة في إيرناكولام بولاية كيرالا، إنّ “سيارته نُقلت بسرعة إلى مستشفى خاص قريب، لكن أعلن عن وفاته هناك.” كما أكدت مصادر في مكتب أودينغا، لم تُذكر أسماءها، الخبر لوكالات الأنباء. وكانت صحيفة ماثروبهومي الهندية قد أفادت في وقت سابق بأنه كان يخضع للعلاج في مدينة كوشي، ولا سيما في مستشفى السريردهاريام للأيورفيدا في كوثاتوكولام.
مناضل من أجل الديمقراطية
ولد رايلا أودينغا في 7 يناير 1945، وهو ابن أول نائبٍ لرئيس البلاد بعد الاستقلال عام 1963. وكرجلٍ من قبيلة اللوو، قضى معظم حياته البالغة في العمل السياسي، شملت فترات في المنفى وثمانية أعوام في السجون كمدافعٍ عن الديمقراطية، لكنه لم يحقق حلمه في الوصول إلى رئاسة كينيا.
دخل البرلمان لأول مرة في عام 1992 وخاض حملات رئاسية فاشلة في أعوام 1997 و2007 و2013 و2017 و2022، مدعياً أنه حُرم من الفوز في الأربع انتخابات الأخيرة. وقاد احتجاجات أعقبت الانتخابات المتنازع عليها عام 2007، والتي شهدت أسوأ موجة عنف سياسي منذ الاستقلال؛ فقتل نحو 1300 شخص وتهجر مئات الآلاف من منازلهم. كما اندلعت موجات احتجاج واسعة خلال انتخابات 2017 التي أبطل فيها المجلس الأعلى للعدالة نتائج الاقتراع الأول، ثم انسحب أودينغا من الجولة اللاحقة مبرراً أن الإعادة لن تكون حرة ونزيهة بعد ذلك.
لقد ساهم نشاط أودينغا الطويل في إحداث تغييرين سياسين بارزين في البلاد: الإقرار بالنظام الحزبي المتعدد عام 1991 وإقرار دستور جديد عام 2010. وفي مارس الماضي، وقع اتفاقاً سياسياً مع الرئيس ويليام روتو قضى بمشاركة حزب تحالفه، “عزيمو لا أوموجا”، في صنع السياسات وتعيين بعض أعضائه في الحكومة.
قائد بارز
عَبَّر عدد من القادة الأفارقة عن صدمتهم وأسفهم لوفاته. وقال ديفيد ماراغا، رئيس القضاء الأسبق ومرشح رئاسي سابق، إنه “مصدوماً” من النبأ ووصف أودينغا بأنه وطنياً وقومياً أفريقياً وديمقراطياً وقائداً قدم مساهمات كبيرة للديمقراطية في كينيا وإفريقيا. وأضاف أن “كينيا خسرت واحداً من أبرز قادتها الذين شكلوا مسار وطننا الحبيب، وإفريقيا فقدت صوتاً قيادياً في السعي نحو السلام والأمن والتنمية، والعالم خسر قائداً عظيماً.”
كما نعاه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، معبراً عن تعازيه للحكومة والشعب الكيني ومتمنياً له الرحمة والسكن الابدي.